هل سيستمر قصف الحوثيين على الداخل بعد الضربات الأمريكية؟

تقارير - Saturday 13 January 2024 الساعة 09:13 am
المخا، نيوزيمن، حاص:

قبل يوم واحد فقط من الضربات التي نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية على مواقع عسكرية تحت سيطرة الحوثيين، كانت مسيّرات الحوثي تقصف مناطق آهلة بالسكان في محافظة الضالع.

هذا الهجوم ليس الأول من نوعه على مناطق التماس بين مليشيا الحوثي وبين المناطق المحررة، وقبله بيومين قال المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري، إن ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، شنت قصفاً مدفعياً على مواقع الجيش والمقاومة في جبهة الصلو جنوب شرق المحافظة.

هجمات الحوثي لم تتوقف رغم الهدنة التي تلتزم بها الحكومة الشرعية والأطراف الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، ويوم الخميس، شنت المليشيا الحوثية ثلاث غارات بطيران مسيّر على ضواحي منطقة "مرخزة" شمالي غرب المحافظة، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الحكومية (سبأ) عن مصادر محلية. وقالت المصادر: إن القذائف سقطت بالقرب من أطفال كانوا يقومون برعي المواشي في المنطقة، ما أدى إلى نفوق عدد من المواشي وتضرر عدد من منازل المواطنين، بينما نجا الأطفال من الغارات بأعجوبة.

وفجر الجمعة شنت أمريكا وبريطانيا أكثر من 70 غارة على مواقع عسكرية تحت سيطرة المليشيا الحوثية في صنعاء وذمار وحجة وتعز وصعدة، وهو ما أعاد إلى أذهان الكثير من اليمنيين الغارات الأولى التي شنتها مقاتلات التحالف العربي على مواقع سيطرة الحوثيين فجر الخميس 26 مارس 2015. وفي حين استحضر سكان صنعاء والمحافظات التي تعرضت للضربات الأمريكية البريطانية، ذلك اليوم، إلا أنهم لم يفاجأوا كثيراً بالضربات الأخيرة.

ورغم أن الكثير من أفراد الشعب اليمني ضجوا في 2015 في وسائل التواصل الاجتماعي وفي الشوارع محتجين ضد التدخل العسكري لتحالف عربي يساند الحكومة الشرعية، إلا أنهم لم يحتجوا على الضربات الأمريكية البريطانية، بل عبروا عن مخاوفهم من سقوط ضحايا مدنيين ومن تضرر حياتهم المعيشية بأي حصار قد يفرض مرة أخرى على مناطق سيطرة الحوثيين.

هذه المفارقة العجيبة بين احتجاج اليمنيين على محاربة العرب للحوثيين كـ"فئة باغية"، وبين صمتهم تجاه ضربات أمريكية بريطانية على الأراضي اليمنية، تدل على حجم ضيق الناس بالسلوك المليشاوي المتسلط للحوثيين عليهم وعلى معيشتهم، رغم أن هذه الضربات الأمريكية البريطانية مرتبطة بالقضية الفلسطينية التي يناصرها كل يمني على امتداد جغرافيا اليمن الكبير.

كما يتخوف المواطنون في مناطق سيطرة الحوثيين من ارتفاع أسعار الوقود والسلع الأساسية إذا ما تصاعد القصف بين المليشيا وبين القوات الأمريكية البريطانية والدول المنخرطة معهما في تحالف "حارس الازدهار"، ويخشون من تكرار الأزمات المعيشية الخانقة التي عاشوها منذ 2015 إلى 2022.

ويتساءل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن طبيعة أي رد حوثي محتمل على الضربات الأمريكية البريطانية، خاصة أن الناطق العسكري للمليشيا الحوثية وبعض قياداتها توعدوا بالرد على هذه الضربات. كما تدور تساؤلات أيضاً عن كيفية تعامل الحوثيين مع الجبهات الداخلية على خطوط التماس مع المناطق المحررة التي ظلوا يقصفونها إلى ما قبل يوم واحد من غارات الجمعة، ضاربين بالهدنة وجهود التسوية السياسية عرض الحائط.