أرقام مرعبة للأميّة في اليمن ومليشيا الحوثي تزيّف الحقائق

تقارير - Wednesday 10 January 2024 الساعة 09:15 am
تعز، نيوزيمن، خاص:

تزامناً مع اليوم العربي لمحو الأمية 8 يناير، كشفت سلطات مليشيا الحوثي المعيّنة لإدارة جهاز محو الأمية بيانات مرعبة عن حجم الأمية في مناطق سيطرتها، حيث بلغ عدد الأميين في الفئة العمرية 10 سنوات فأكثر، 6 ملايين و381 ألفاً، رغم أن الأعداد الحقيقية قد تكون أكثر من ذلك.

وأرجعت سلطات المليشيا الحوثية ارتفاع نسبة الأمية إلى ما تسميه "العدوان والحصار"، في محاولة لتزييف الحقائق المتمثلة في سياستها العدائية للتعليم وعدم صرف مرتبات المدرّسين، إضافة إلى تحويلها المدارس الحكومية إلى مؤسسات لنشر أفكارها الطائفية وعبثها بالمناهج التعليمية وتشجيعها لانتشار المدارس الأهلية التي لا يستطيع المواطنون دفع تكاليفها لتدريس أبنائهم.

كما تحمل سلطات مليشيا الحوثي الحكومات السابقة مسئولية ارتفاع نسبة الأمية، وهو ما تدحضه الأرقام التي تفيد بأن الحكومة الجمهورية تولت مسئولية حكم شمال اليمن بعد ثورة 26 سبتمبر 1962، وكانت نسبة الأمية أكثر من 90 بالمئة، ثم بدأت الحكومات الجمهورية المتعاقبة باتخاذ إجراءات مستمرة لتصل نسبة الأمية في نهاية الثمانينيات إلى 50 في المئة. وفي الجنوب كانت نسبة الأمية عشية الاستقلال عن الاستعمار البريطاني 90 في المئة، ثم عملت حكومات الجمهورية الناشئة عن ثورة 14 أكتوبر 1963، على خفض هذه النسبة إلى 46 بالمئة عام 1973. ثم استمرت جهود محو الأمية عبر جهاز محو الأمية الذي تم إنشاء آخر نسخة منه بموجب القانون 28 لسنة 1998.

التباهي بإنجازات متقزّمة

تتباهي سلطة المليشيا الحوثية بما تسميها إنجازات جهاز محو الأمية الذي تديره منذ انقلابها على السلطة في 2014، وتقول إنها أمّنت 79 ألفا و450 فرصة للأميين خلال العام المنصرم. وبمقارنة هذا الرقم بعدد الفرص التي وفرتها الحكومة للأميين عام 2009/2010، يظهر حجم الفارق الذي يجعل من الإنجاز المتباهى به من قبل المسؤولين الحوثيين متقزّماً أمام 168 ألفاً من الملتحقين الفعليين بصفوف محور الأمية. وفي عام 2011/2012، بلغ عدد الدارسين بصفوف محو الأمية 152 ألفاً.

ورغم هذا الفارق المهول بين الأمس واليوم بعد أن انقلبت مليشيا الحوثي على السلطة الجمهورية وعملت على تكريس أسلوب التجهيل الإمامي على الشعب اليمني في مناطق سيطرتها، ترتفع نسبة الأمية من 36 بالمئة عام 2014 إلى 70 في المئة عام 2022، بحسب تقارير المنظمات الدولية التي تفيد أيضاً أن عدد الأطفال الذين هم في سن الدراسة ولا يحظون بفرصتهم في التعليم يتجاوز 3 ملايين طفل معظمهم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

وتقول سلطات المليشيا المعينة لإدارة جهاز محو الأمية إنها أنشأت 399 مركزاً إضافة إلى ما يقارب ألفي مركز كانت موجودة في السابق، وهو رقم يشير أيضاً إلى حجم الفارق، ناهيك عن أن التقارير الحكومية السابقة تفيد بأن عدد مراكز محو الأمية بلغت إلى ما قبل عام 2015 أكثر من 7 آلاف مركز. وفي حين تقول إن عدد المعلمين الذين تكلفهم بتدريس الملتحقين بصفوف محو الأمية يبلغ 4 آلاف، فإن عدد المعلمين الذين كانوا في السابق أكثر من 7 آلاف مدرس ومدرسّة.

عبث بمناهج محو الأمية

تركز التقارير الإعلامية والحقوقية على الجانب السياسي في اليمن وتهمل الجوانب الأساسية الأخرى كالتعليم، حيث مرّ عبث المليشيا الحوثية بمناهج التعليم النظامي خلال السنوات الماضية مرور الكرام، وهي اليوم تعبث بمناهج محو الأمية وتعليم الكبار تحت مسمى "استكمال تطوير وتحديث المناهج"، دون أن يوقفها أحد.

وتعترف الإدارة الحوثية لجهاز محو الأمية بأنها تبحث عن توفير تمويلات بديلة للاعتمادات الحكومية، وهو ما يعني أن السلطات السياسية للمليشيا لا تنفق شيئاً على جهاز محو الأمية، وهذا الاعتراف ينسف كل الأرقام المالية التي تزعم إنفاقها على هذا القطاع الهام.