عزلة البراشا.. حرمان ومعاناة وافتقار لخدمات البقاء على قيد الحياة

المخا تهامة - Friday 23 June 2023 الساعة 08:40 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

يعيش أهالي عزلة البراشا والمناطق المجاورة لها في مقبنة التابعة لمحافظة تعز، ظروفاً معيشية صعبة منذ سنوات، وسط افتقار لأبسط الخدمات الأساسية التي تبقيهم على قيد الحياة، نتيجة الإهمال المتعمد والتجاهل المستمر لتلك المناطق النائية من قبل الجهات الحكومية والمنظمات الدولية الإنسانية.

وتعتبر العزلة من المناطق الكبيرة الواقعة غربي تعز، وتم تحريرها مؤخراً من مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، في نوفمبر 2021م، وإلى اليوم لم تلتفت السلطة المحلية بمقبنة وتعز لحال الأهالي ومعاناتهم المضنية التي يتكبدونها في ظل غياب أبسط الخدمات وأدنى مقومات الحياة.

عزلة البراشا تضم عدداً من القرى وأكبرها منطقة "مغرم الرأس" وهي قرى واقعة على أعالي قمم جبال شمير، وترتبط حدودها مع الحدود الإدارية لمديرية حيس بمحافظة الحديدة. 

وصل مراسل "نيوزيمن" إلى العزلة بشق الأنفس لنقل واقع مأساوي يعيشه أهالي تلك العزلة منذ سنوات كثيرة.

الخدمات منعدمة 

يعتمد سكان البراشا على مياه السدود التي تأتي مع الأمطار من أجل تأمين مصادر للمياه التي يستخدمونها في حياتهم اليومية. في شحة الأمطار تتكبد الأسر معاناة كبيرة يومياً في جلب المياه من مناطق بعيدة. فالمنطقة تعاني من انعدام أي مشروع يؤمن للمواطنين إمدادات ثابتة أو منتظمة للمياه النظيفة، بل أصبح التفكير في هذا الأمر حلما بعيد المنال عند الأهالي.

فيما يخص التعليم في تلك المناطق، فهو متدهور وبعيد كل البعد عن أي اهتمام من قبل مكتب وزارة التربية والتعليم سواء من مديرية مقبنة أو محافظة تعز بشكل عام. فالطلاب يتلقون تعليمهم داخل مبانٍ حجرية متهالكة أو تحت الأشجار ويفتقرون لأبسط مقومات العملية التعليمية، إلى جانب انعدام المناهج والكتب الدراسية التي لا يتم توفيرها.

يقول محمد صالح عبدالسلام، أحد وجهاء عزلة البراشا، في تصريح لـ"نيوزيمن": إن هذه المناطق لم يزرها أي مسؤول محلي أو حكومي أو حتى ممثل عن منظمة إغاثية أو إنسانية، وتعتبر من المناطق النائية التي لم تدخلها أي خدمات أو مشاريع. وأضاف: نحن بحاجة ماسة لمشروع مياه. نشتري الدبة 20 لترا من مدينة حيس وتوصل تكلفتها بمبلغ 1,700 ريال يمني.

ونظراً للمعاناة والحرمان التي يتكبدها الأهالي أكد عبدالسلام ان كثيرا من أهالي عزلة البراشا نزحوا إلى حيس والخوخة هرباً من عدم وجود مياه، وموجة النزوح مستمرة من قبل الحرب.

الموت البطيئ

في العزلة توجد وحدة صحية يستفيد منها الكثير من الأهالي، ولكن هذه الوحدة تعاني من نقص الكادر والمعدات اللازمة والعلاجات. 

وناشد الأهالي الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية الدولية بضرورة التوجه إلى مناطقهم وتفعيل الوحدة الصحية في عزلة البراشا الرئيسية التي يستفيد منها كثير من الأهالي، وتزويدها بالمعدات اللازمة والعلاجات الضرورية.

ووضَّحَ محمد عبدالسلام جزءاً من المعاناة قائلاً: المريض يتم حمله فوق سرير من أعالي الجبال إلى منتصف الجبل لكي يتم إسعافه على متن سيارة. فتكلفة المواصلات باهظة، وأحياناً يتوفى المريض من شدة وعورة الطريق وعدم وجود رعاية صحية متكاملة.

من جانبه أشار مسؤول الوحدة الصحية في عزلة البراشا الدكتور محمد عبده أحمد إلى أن الوحدة الصحية تعاني من نقص في الخدمات الطبية والأدوية.  ويتوافد إلى الوحدة الكثير من الحالات المرضية المصابة بالأمراض الوبائية مثل الحصبة والملاريا المنتشرة هذه الأيام بكثرة.

وأضاف: تحتاج الوحدة إلى دعم كبير من الجهات الداعمة، والالتفات لهذه المنطقة المحرومة من كثير من الخدمات.