الجدونة ترسم الفرحة في وجوه أطفال المخا.. الملابس الجديدة والحلويات أبرز مظاهر الاحتفال

المخا تهامة - Tuesday 07 March 2023 الساعة 08:34 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

اتسعت عينا، رحى مطيع، وهي تحدق في كيس قماشي امتلأ نصفه بأنواع مختلفة من الحلويات التي حصلت عليها، للتعبير عن الرضا، في يوم الجدونة، عيد الأطفال في المخا، والساحل الغربي.

قبل ساعات من لقائنا بها، كانت رحى البالغة من العمر نحو 9 سنوات، قد جالت غالبية منازل الحي القديم بمدينة المخا برفقة العشرات من الأطفال الذين طرقوا أبواب المنازل باكرا للحصول على حصتهم من الحلويات التي يشتريها الأهالي مسبقا استعدادا ليوم الجدونة الذي يحتفل به أطفال المخا في الخامس عشر من شهر شعبان.

تقول رحى لنيوزيمن، في حديث قصير طغت عليه ملامح الخجل وهي تشرح لنا كيف استيقظت بحماس فجرا، لتطوف أغلب منازل هذا الحي الذي يعود تاريخ بناء بعضها للفترة التي صدرت فيها المخا القهوة إلى العالم، إنها "حصة مقبولة من الهدايا وستقوم عند عودتها للمنزل بتقاسمها مع شقيقتها وشقيقها اللذين يشاركانها الاحتفال بهذه المناسبة الخاصة بالأطفال".

تضيف رحى التي ارتدت ملابس جديدة نصفها وردية واعتمرت غطاء للرأس لتجنب ضربات النسيم البارد، "إنها سعيدة بما حصلت عليه هذا اليوم، كون الكمية التي حازت عليها من الحلويات، لا تتحصل عليها في أي يوم آخر".

وفي شارع مجاور في هذا الحي، حيث يشاهد فيه بوضوح أبنية تاريخية مدمرة، ارتسمت الفرحة على وجود الأطفال الذين يتجولون على شكل مجموعات، حاملين معهم أكياس ملئت بعضها بأنواع عدة من الحلويات، فيما البعض الآخر لا يبدو أنه قد حصل على الكمية التي أبكر لأجلها.

ويرفض البعض التوقف للحديث، إذ بدأوا كما لو أنهم في عجلة من أمرهم، في مشهد يؤكد مدى تنافس الأطفال في الحصول على الهدايا التي يرغبون بالاستحواذ عليها.

ويحتفل أطفال المخا، والساحل بهذا اليوم الذي يصادف الخامس عشر من شعبان، بارتداء الملابس الجديدة التي اشترتها أسرهم مسبقا، استعدادا لهذا اليوم الذي يرسم الفرحة على وجوههم.

ويحرص الأهالي على شراء الحلويات من أجل منحها للأطفال، حتى لا يظهروا في صورة الأسر الشحيحة، والتي قد تعرضهم لكلمات الأطفال التي يطلقونها في حق الأسر التي لا تمنحهم الحلويات.

وتعد الجدونة في المخا، أو البهجة في سهل تهامة مناسبة خاصة بالأطفال الذين حافظوا عليها من الاندثار واستمروا بالاحتفال بها من خلال ارتداء الملابس والتجوال بين المنازل للحصول على العطايا، فيما غابت الجوانب الأخرى في هذه الاحتفالية والتي تقام بمناسبة تغيير القبلة من المسجد الأقصى إلى مكة المكرمة، وكانت تتمثل في إعداد مائدة غداء تحتوي على أطايب الطعام، وإقامة الصلوات والأدعية والموالد الدينية.