"الذهب الأحمر".. ازدهار زراعة البصل في الساحل الغربي بعد الخلاص من فخاخ الموت الحوثية

المخا تهامة - Friday 17 February 2023 الساعة 07:31 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

جوار الشارع العام في مدينة المخا، في الساحل الغربي، تصطف عدد من الشاحنات المصدرة لمحاصيل المزارعين من البصل الأحمر، بعد الإقبال الكبير واللافت على هذا المحصول.

وتشتهر مزارع أودية المخا، ومزارع الساحل الغربي، بزراعة البصل منذ عشرات السنين، ومن أشهر الأودية لهذا المحصول "الرمة" الواقع شمال شرق المديرية.

فبعد تأمين الأراضي الزراعية من الألغام الحوثية ومتفجرات الموت، عاد المزارعون إلى فلاحة أراضيهم وإنتاج البصل الأحمر أو كما يطلق عليه المزارعون بـ"الذهب الأحمر".

وإلى جانب أودية المخا، يهتم المزارعون في كل من مديريات موزع والخوخة وحيس وذو باب والوازعية بزراعة هذا المحصول الذي يعد من المحاصيل الموسمية.

ومع تمكن الفرق الهندسية للقوات المشتركة وبرنامج مسام من نزع الكثير من الألغام والمتفجرات الحوثية استغل الكثير من أهالي مديريات الساحل الغربي لتوسيع مساحات الزراعة وزرع مزيد من المحاصيل والحبوب ومن بينها محصول البصل الأحمر.

موسم التصدير

ما تشهده المناطق المحررة في الساحل الغربي من استقرار أمني ومعيشي أسهم بشكل كبير في تنامي أسواق هذه المحاصيل خصوصا في المخا، كما أنه دفع العشرات من مصدري المحاصيل الزراعية إلى الإقبال على سوق المخا من أجل الحصول على كميات كبيرة من البصل الأحمر لتصديرها للخارج.

قال مدير مكتب الصناعة والتجارة في المخا، خالد البركاني، إن صادرات البصل بلغت حتى اليوم 170 عملية صوب أسواق متعددة في دول الخليج المجاورة.

وأضاف البركاني، في تصريح لنيوزيمن، إن هناك تسويقا سليما للبصل الأحمر اليمني في الخارج لجودته، حيث ترفد عمليات التصدير البنك المركزي اليمني، بمردود بالعملة الصعبة وتساعد في عملية رفع الاحتياطي النقدي الأجنبي.

وأوضح أن تصدير البصل يساهم في تحسن العملة الوطنية، لوجود مردود أجنبي للعملة، وفي العام الماضي صدرت أسواق المخا ما يقرب من 60 ألف طن.

ميناء المخا نقطة تصدير 

جودة البصل الأحمر اليمني جعله متميزاً عن غيره من مزارع دول عربية مثل جمهورية مصر، ومملكة الأردن، فهو يحوي قيمة غذائية عالية جعله الأكثر طلباً في دول الخليج.

وفي العام الماضي أظهر مقطع مصور عشرات المواطنين في دولة الكويت وهم يتوافدون للحصول على المحصول، الذي نفد خلال دقائق. 

ومع التوجهات التي يبديها قائد المقاومة الوطنية- عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق محمد عبدالله صالح، في تنمية المخا ومينائها واعادتها إلى ما كانت عليه، من المتوقع أن يزداد حجم الصادرات الزراعية بعد عملية التأهيل لميناء المخا في الأشهر القادمة بشكل كبير.

ومؤخرا كشف مدير ميناء المخا، الدكتور عبد الملك الشرعبي، عن أكبر عملية تعميق تستهدف الميناء خلال فصل الربيع، ما سيحوله إلى قناة إمداد رئيسية للمؤن والمواد الغذائية.

وقال الشرعبي، خلال جولة في الميناء مع شباب وفريق المخا، الذي كان المرفأ الوحيد لتصدير البن إلى الخارج، إن أعمال التعميق التي تستهدف القناة الملاحية وحوض الاستدارة تهدف للوصول إلى 9 أمتار، ومن المحتمل أن ترتفع إلى 12 مترا، قياسا ب5ر3 متر حاليا.

وشهد العام الماضي أولى شحنات تصدير بحرية للبصل عبر الميناء، الذي أعيد افتتاحه أمام الحركة الملاحية من جديد، منتصف يوليو 2021، بعد 7 سنوات من الإغلاق الناجم عن إرهاب مليشيات الحوثي، وسرقة معداته.

رفد الأسواق المحلية 

وأشار مدير الصناعة والتجارة في المخا، خالد البركاني، أن شق طريق المخا تعز، الذي تموله دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة برعاية كريمة من عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد الركن طارق صالح، من شأنه أن يرفد الأسواق اليمنية بالبصل من أسواق المخا، وهذا سيفتح لهذا المحاصيل أسواقا جديدة في مديريات تعز.

وأوضح البركاني أن تحسن أسعار البصل، سوف يحفز المزارعين على زراعة مساحات كبيرة وإنتاج كميات أكبر لتغطية الأسواق الخارجية الجديدة.

يقول مدير مكتب الزراعة في مديرية المخا، محمد قليهط لـ"نيوزيمن"، إن زراعة البصل شهدت تناميا واسعا بشكل كبير نتيجة عودة المزارعين لفلاحة أراضيهم بعد أن تم تطهيرها من ألغام الحوثي الإرهابية.

وأضاف قليهط، إن أسعار البصل شهدت ارتفاعا نسبيا عن العام الماضي، حيث كانت الشوالة (كيس) الواحدة ب9 آلاف ريال، لتشهد هذا الموسم ارتفاعا تجاوز سعر الشوالة 12 ألفا مقارنة بثلاثة آلاف ريال قبل ثلاثة أعوام.

توفير فرص عمل

ويوفر موسم حصاد البصل العديد من الأعمال لقطاع كبير من النازحين والمجتمع المضيف في المزارع لحصاد البصل وتجهيزه إلى أعمال التعبئة والنقل، وتحميل الشاحنات التي تنقله إلى دول الخليج.

ومنذ ساعات الصباح الأولى يتوافد عشرات العمال لتعبئة البصل في أكياس خاصة به، وترتيبه بما يتوافق مع حفظ الجودة.

ويقول أحد النازحين: إن رواج زراعة البصل والمحاصيل الزراعية في الساحل الغربي أمّن له عملا بشكل شبه منتظم مع الكثير من المزارعين الذين يبحثون عن عمال لمساعدتهم في جني المحصول ونقله إلى شاحنات التصدير المحلي والخارجي، لافتا إلى أن ما يجنيه من مال في مساعدة المزارعين ساعده كثيرا في تأمين متطلبات أسرته النازحة جراء الحرب الحوثية.