المعهد التقني في موزع.. صرح تعليمي يعود للحياة من تحت ركام الحرب

المخا تهامة - Friday 10 February 2023 الساعة 06:28 am
موزع، نيوزيمن، خاص:

بعد نحو 9 سنوات، عاود المعهد التقني في مديرية موزع، غرب محافظة تعز، فتح أبوابه واستقبال خريجي الثانوية العامة، عقب إعادة ترميمه وإصلاح ما أفسدته سنوات الحرب الحوثية العبثية.

المعهد التقني في موزع، يعد أول معهد يتم إنشاؤه على مستوى مديريات الساحل الغربي بمحافظة تعز، من قبل البنك الدولي سنة 1986، وتم تسليمه للمجلس المحلي بالمديرية.

بداية نشاط المعهد كانت بسيطة، من خلال استقبال الشباب (معظمهم خريج الشهادة الأساسية والثانوية العامة) وتقديم لهم تدريبات ومهارات حرفية كالخياطة والتطريز والنقش وغيرها من الأعمال الحرفية البسيطة التي تهدف إلى إكسابهم مهارات تساعدهم على تطوير صنعتهم وتحسينها وتسويقها كسلعة محلية. 

خطوات كبيرة

قدم المعهد خدمات كبيرة وجليلة لمئات الشباب من أبناء مديرية موزع ومديريات مجاورة لها، وأسهم بشكل كبير في مكافحة الفقر والبطالة للملتحقين بالدورات التي كان يقيمها بشكل متقطع، حيث تمكن المستفيدون من تلك الدورات من الانخراط في سوق العمل وفتح مشاريع صغيرة لهم أمَّنت لهم مصادر دخل مستدامة.

ظل المعهد طيلة السنوات بعد الافتتاح بعيدا عن الاهتمام الحكومي، حتى العام 2010، حيث تم اعتماده رسميا من قبل وزارة التعليم الفني والتدريب المهني في محافظة تعز، ليكون أحد المعاهد الفنية والتقنية المعتمدة بنظام دبلوم لمدة سنتين.

وبعد اعتماده بشكل رسمي، وتحديد فئة القبول بخريجي الثانوية، وافتتاح أقسام حديثة مثل: البرمجة والحاسوب وإدارة أعمال، وهي الأقسام الرئيسية التي اعتمدت لها شهادة دبلوم سنتين. تم استقبال أولى الدفعات في العام 2013، بعدد 45 طالبا وطالبة من أبناء مديرية موزع، متوزعين على الأقسام الرئيسية.

ولتلحق بها دفعة ثانية في العام الذي تلاه بعدد 50 طالبا وطالبة، إلا أن العملية التعليمية في المعهد توقفت مع اجتياح ميليشيا الحوثي لمديرية موزع في العام 2015.

ظلت العملية التعليمية في المعهد متوقفة خلال سنوات الحرب، وحتى بعد تحرير مديرية موزع -غربي تعز- من سيطرة الميليشيات الحوثية التي دمرت المعهد وألحقت به أضرار كبيرة.

بداية الأمل

أضرار كبيرة لحقت بالمعهد خلال الحرب الحوثية، كانت سبباً رئيسياً في عدم عودته إلى الحياة واستقبال دفعات جديدة. وخلال زيارة عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية العميد الركن/ طارق محمد عبدالله صالح إلى مديرية موزع نهاية عام 2021، كانت بمثابة بشارة الأمل التي انطلقت بتوجيهات كريمة من العميد بإعادة تأهيل المبنى لما له من أهمية استراتيجية وعلمية تعود منفعتها على طلاب كافة مديريات الساحل الغربي بمحافظه تعز. 

رغم الإمكانات البسيطة وغياب الأدوات والأساسيات في الأقسام إلا أن إدارة المعهد قدمت مقترحاً لقيادة السلطة المحلية بضرورة استئناف العملية التعليمية وتطبيع الأوضاع بقدر المستطاع، لإعادة نشاط المعهد وفتح باب القبول والتسجيل للطلاب الراغبين الالتحاق به. 

خطوة مهمة 

يؤكد الأستاذ أحمد عبد الله أحمد، عميد المعهد التقني بموزع في تصريح لـ"نيوزيمن": أن المعهد التقني أول صرح علمي تقني وفني يعود ويفتح أبوابه بإحدى مديريات الساحل غرب تعز. مشيرا إلى أن موقع المعهد في مديرية موزع يتوسط المديريات الساحلية: "المخا، الوازعية، وذو باب"، وهذا يكسبه أهمية كبيرة في خدمة أبناء المديريات الثلاث.

وأضاف: تواجد المعهد في هذه المنطقة يسهل كثيرا على أبناء المديريات تكلفة عناء السفر ودفع تكاليف السكن والغذاء، خصوصا في ظل أوضاع الأسر التي تعجز عن توفير مصاريف ذهاب أبنائهم للدراسة في عواصم المحافظات المحررة.

وأوضح عميد المعهد: استطعنا هذا العام استئناف عملية التدريس عبر فتح قسم واحد هو قسم إدارة محاسبة، بدلا من الثلاثة الأقسام التي كانت متاحة سابقا، نظرا لعدم توفر الإمكانات ونقص الأدوات والمعدات التي يمكن للطالب التطبيق عليها كأجهزة الكمبيوتر وغيرها. موضحا: وقفنا عاجزين عن فتح الأقسام الأخرى واكتفينا بفتح قسم واحد لتطبيع العملية التعليمية وإعادتها من جديد للمعهد بعد سنوات التوقف الطويلة. مستبشرا بإعادة فتح الأقسام الأخرى خلال السنة القادمة.

وأضاف مدير المعهد، الشهادة التي يصدرها المعهد رسمية ومعتمدة لدى مؤسسات الدولة، وهي شهادات مضمونة يمكن الحصول على التوظيف الحكومي بها. 

ودعا أحمد عبدالله، أبناء مديريات الساحل الغربي باغتنام الفرصة والتسجيل من أجل تكملة مشوارهم العملي بعد تخرجهم من الثانوية العامة والحصول على خبرات ومهارات تساعدهم في الخروج إلى سوق العمل. مقدما شكره للمجلس المحلي وقيادة المكتب السياسي الذي أعاد رونق الحياه إلى هذا الصرح العلمي مجددا.