"الحُديديّة فاطمة".. قصة كرامة وكفاح في زمن الحرب

المخا تهامة - Wednesday 08 February 2023 الساعة 10:00 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

جمعت بين الدراسة والعمل، وأصرت على تحمل مسؤولية إعالة أسرتها في سن صغيرة، تعمل من أجل المستقبل والحاضر بعد أن عبثت مليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، بمسقط رأسها (الحديدة).

فاطمة إسماعيل، من زبيد منطقة المرشدية جنوب محافظة الحديدة، نزحت وأسرتها المكونة من 9 إخوة وأب وأم، منذ 7 سنوات للعيش في العاصمة عدن، واستماتت للبقاء على قيد الحياة بقدر مستطاع من كرامة، ومثابرة، وكفاح.

كفاح وكرامة

البراءة الجميلة "فاطمة" ذات الـ14 ربيعاً تفترش هي وطاولتها عصر كل يوم حديقة "عدن نيو"، في كريتر بالعاصمة عدن، تتوسطها الحشائش والأشجار، ومن أمامها ساحل أبين ونسمات الريح الباردة في الشتاء والحارة اللاذعة في الصيف، لتعيل أسرتها المُهجّرة من محافظة الحديدة بعد أن عمّق الحوثي جراحهم بالقصف وزعزع أمنهم تارة والتهجير تارة أخرى.

تحكي فاطمة لـ"نيوزيمن"، أنها أصرت على العمل ومساعدة أسرتها بمصاريف الحياة اليومية في وضع اقتصادي منهار، متزامنة مع ارتفاع أسعار أبسط الاحتياجات الحياتية لأسرة أفرادها 11، وبدأت ببيع المناديل، وانتقلت لمشروع البسطة التي قالت إنه من بنات أفكارها هي. وقالت في عبارة لخصت كل معاني البر: "أشتي أشقي على أهلي".

رغم أعباء العمل والمسؤولية لم تترك فاطمة مقاعد الدراسة فهي تصر على إكمالها وهي في الصف الأول الثانوي، بجانب مشروعها الصغير المكون من طاولة صغيرة تحتوي على (الزعقة، اللوز، الحلي، المشبك الحديدي، اللوز المدبس، الجلجل، الديمان، والدوم)، وغيرها من الأشياء تقوم الطفلة بشرائها من أماكن الجملة المختلفة وبيعها للعوائل من زوار الحديقة.

أبناء أسرة إسماعيل جميعهم أنموذج مشرف، فإخوة فاطمة أيضا يساهمون في إعالة الأسرة، حيث يبيع أحد الأخوة "العتر" في جولة الزكو بكريتر، ويشارك بمصروف 1500 ريال يوميا، فيما يشارك الأخ الآخر بمبلغ 2000 ريال يومياً من أعمال حرة يقوم بها.

عدن مأوى المتخمين بجراح وندبات الحوثي  

وعن عدن تقول بائعة الجلجل فاطمة، إنها الوحيدة التي فتحت أحضانها باكراً وكانت الجسر الذي نقلهم من جحيم مليشيات عبثت بكرامة وأرواح اليمنيين، عدن هي الحضن الدافئ الآمن الذي عشنا بدفئه 7 أعوام حتى اللحظة.

وهجرت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، قسراً، آلاف الأسر الحديدية من مختلف المديريات القابعة تحت سيطرتها، وتمركزت في منازل المواطنين وجعلتها ثكنات ومتاريس عسكرية لحربها العبثية التي تشنها ضد اليمن واليمنيين منذ 9 أعوام.

فاطمة وأسرتها مثقلون بالأسى والحنين إلى مسقط الرأس، رغبات مثقلة بالاشتياق لقريتهم ومنزلهم يجرها حب مسقط الرأس وصعوبة مفارقته، فمتى تنتهي الحرب في اليمن، ويتلاشى كابوس أذرع إيران من اليمن..