الحاج ثابت قحطان.. قصة مأساة من جحيم الحوثي إلى معاناة النزوح

المخا تهامة - Saturday 21 January 2023 الساعة 07:46 am
حيس، نيوزيمن، خاص:

أصبح حلول الشتاء أشبه بكابوس يقض مضاجع النازحين في مدينة حيس جنوب الحديدة، الذين يعيشون في خيام حولتها طبيعة المكان إلى رثة، ولا يجدون غذاءً يشبع بطونهم ولا مأوىً يدفئ أجسادهم وأطفالهم من صقيع البرد القارس، الذي يداهم خيامهم كل يوم، ولا منقذ لهم سوى الخذلان. 

المواطن الحاج "ثابت نصر حمود قحطان" أجبرته مليشيا الحوثي على النزوح القسري من مديرية جبل راس شرق حيس، حيث المعارك هناك، يعاني كغيره من مئات الأسر التي أجبرتها المليشيا على النزوح والتهجير القسري، تاركين في منازلهم وقراهم أعز ما يملكون وخرجوا منها ناجين بأرواحهم نحو المناطق المحررة هرباً من جحيم الحرب.

يقول المواطن ثابت قحطان لـ"نيوزيمن": منذ عام على نزوحي في حيس، أعيش داخل حوش بالعراء أنا وأسرتي واطفالي الصغار، لم احصل على كثير او قليل من المساعدات سوى استلامي لطربال واخشاب كمأوى طارئ، ولم نحصل على اي من المساعدات الغذائية والمواد الايوائية، "كالفرش والبطانيات".

 وأضاف، البرد يحل علينا قارساً، والأطفال ندفئهم ببعض من قطع الملابس، ولا نستطيع ان نوفر لهم أدنى المتطلبات، اصبحنا بلا حول ولا قوة.

ونتيجة لعدم وجود مخيم يأوي النازحين في حيس ما جعل معاناتهم في جحيم، أكد النازح قحطان، أن المنزل (الحوش) الذي يسكن فيه منذ عام، وتتمركز بداخله خيمتان، يدفع قيمة ايجار 50 ألف ريال يمني كل شهر، ومع هذا التعب والمأساة نتعرض يومياً للمضايقات من مالك المنزل ومهددين بالطرد.

واختتم حديثة متألماً عن اجباره لترك ارضه ومغادرة منزله الكائن في قرية المرير غرب مديرية جبل راس، منزلي وقريتي غادرتهما مكرها بالإجبار، خرجت ومعي اسرتي وتركت كل ما املك وخرجنا بأرواحنا، حتى ارضي الزراعية التي قمت بزرعها تركتها هباءً منثورا ولم نحصد ما زرعناه، تاركين بداخلها كافة المولدات والمعدات الزراعية التي تقدر بملايين الريالات.

وهجرت مليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، قسراً كافة أهالي قرية المرير التابعة لمديرية جبل رأس والواقعة شرق مدينة حيس جنوب الحديدة، وتمركزت في منازل المواطنين وجعلتها ثكنات ومتاريس عسكرية لحربها العبثية التي تشنها ضد اليمن واليمنيين منذ 9 أعوام.

وما تعيشه مدينة حيس وريفها المحرر من أوضاع مستقرة دفعت بالكثير من الأسر من مناطق قريبة من حيس وغير المحررة بالنزوح إليها هربا من جحيم وبطش الميليشيات الحوثية. وعلى الرغم من الأمن والأمان والاستقرار الذي تعيشه المدينة إلا أن الأسر النازحة تعيش واقعا مؤلما نتيجة تجاهل الجهات المعنية وغياب المنظمات الانسانية الدولية عن تلمس احتياجاتهم من مساعدات اغاثية ومواد إيوائية ورعاية صحية وغيرها من الضروريات التي تساعدهم وتعينهم في العيش بأمن واستقرار بعيدا عن التهديدات الحوثية.

وسجلت إحصائية النزوح للعام الماضي في مدينة حيس إلى قراها المحررة وصول أكثر من 2000 أسرة نازحة، وفقا للوحدة التنفيذية، ومعظم تلك الأسر قدمت من مناطق في مديريات جبل راس والجراحي جنوب الحديدة ومديرية مقبنة غرب محافظة تعز.