عطروش رائد الأغنية الأبينية يتحصل على الدكتوراه الفخرية

الجنوب - Friday 13 January 2023 الساعة 08:35 am
أبين، نيوزيمن، عبدالله البحري:

ازدانت قاعة ابن خلدون في كلية الآداب بجامعة عدن باحتفالية خاصة، جرى فيها منح الدكتوراه الفخرية للأستاذ الشاعر والملحن والفنان اليمني الكبير محمد محسن عطروش. 

الفنان الذي حفَّزَ الشعب على الثورة عبر أثير إذاعة صوت العرب من القاهرة في مطلع ستينيات القرن الماضي بأغانٍ وكلمات حماسية وبألحان تغنى بها الكثير من الفنانين والفنانات اليمنيين على امتداد تاريخ فني وثقافي حافل زُهاء "60" عاماً.

وحصول رائد الأغنية في أبين والجنوب على الدكتوراه الفخرية من جامعة عدن جاء تقديرا لمسيرته الثورية الطويلة وأدواره الوطنية وحياته الفنية التي وهبت الناس كل صور الحب والوفاء.

أيقونة الانتماء للأرض والإنسان الفنان عطروش ظهر في مشهد تكريمي كبير ولأول مرة يحظى به من قبل منشأة أكاديمية عريقة مثل جامعة عدن التي تقدم دعمها للمبدعين وعمالقة الفن اليمني.  

ويعد الفنان محمد محسن عطروش أحد القامات الغنائية التي أسهمت في إثراء الفن اليمني والأغنية الوطنية والفن الأصيل على حدٍ سواء، حيث كانت أغنيته الثورية "برع يا استعمار" هي التي ألهبت حماس الجماهير في فترة الستينيات من القرن الماضي، ليثور ضد الاحتلال البريطاني في جنوب اليمن آنذاك.

ولد الفنان عطروش في 20 من ديسمبر عام 1942م في قرية المحل بمدينة زنجبار عاصمة بلاد الفضلي سابقا، حظي باهتمام كبير من قبل السلطان حسين بن عبدالله الفضلي مؤسس السلطنة الفضلية التي كانت جزءا من محمية عدن البريطانية وعاصمة محافظة أبين حاليا. من أسرة فقيرة في قرية المحل عاش، وترعرع فيه، وتلقى تعليمه الأولي في معلمة بسيطة للشيخ محمد بن أحمد جعد بن جديد، واشتغل مدرسا قبل وبعد التخرج 1959م. 

استمد معارفه اللغوية وفصاحته اللفظية من تلاوة القرآن، وصقل صوته بالإنشاد الديني في الحضرات الإنشادية الدينية التي كان يحرص حضورها بصحبة والده. 

عمل كمستشار بوزارة الثقافة بموجب القرار الجمهوري رقم 33 عام 1991م. وتراوحت أعمال الفنان عطروش الفنية (150) عملا فنيا، فيما سجل (667) عملا موسيقيا للإذاعة والتلفزيون. 

الباحث وسيم صالح عبده مؤلف كتاب مراحل تطور الأغنية في أبين، تناول سيرة الفنان عطروش، أشار في حديثه عن الفنان عطروش لـ"نيوزيمن" أن الفنان محمد محسن عطروش خلال مسيرته الفنية الممتدة لعقود غنى للثورة والفلاح وللصياد وللمرأة وللأرض والإنسان والطالب وللجندي.

وأضاف: لم يدع شريحة من شرائح المجتمع الحي إلا وغنى لها، مشيدا بدوره ومعترفا بقدرته لبناء الثورة والبلد، كما غنى له العديد من الفنانين في الوطن وخارجه.

وفي فترة الستينيات ظهر في أبين شعراء للأغنية وكان من أبرزهم الشاعر الغنائي الرقيق عمر عبدالله نسير، ولأن الفنان محمد محسن عطروش قد ارتبط فنيا بخاله الشاعر نسير فقد أنتج الاثنان ما أستطيع تسميته بالمدرسة العطروشية في أبين، تجلى ذلك من خلال إبداع الاثنين في أغلب الأغاني بتلك المرحلة والمراحل اللاحقة، كما عمل الفنان عطروش على تلحين قصائد غنائية لعدد من الشعراء غير خاله نسير. 

والعامل الذي أبرز هذه الثنائية أن الفنان عطروش أعطى عددا من الألحان لمطربين آخرين من: أبين وعدن ولحج على رأسهم الفنان عبدالكريم توفيق ومحمد صالح عزاني وعوض أحمد وصباح منصر ورجاء باسودان وأبكر سكاريب وغيرهم. 

والمدرسة العطروشية تخرج منها العديد، من الفنانين والمواهب التي تزخر بها اليمن اليوم.