مركز الإنزال السمكي بالمخا.. مقبرة قديمة للقوارب عادت للحياة وخدمة الصيادين

المخا تهامة - Tuesday 10 January 2023 الساعة 08:03 am
المخا، نيوزيمن، خاص:

بينما كانت كمية من الأسماك موضوعة على باحة مركز الإنزال السمكي بمديرية المخا، كان آخرون ينقلون أسماكاً إضافية داخل أجولة مصنوعة من النايلون، تمهيدا لعرضها للبيع في هذه المدينة الساحلية.

تصل حركة الاصطياد إلى ذروتها في فترات الصباح، لكنها تقل تدريجيا خلال فترة ما بعد الظهيرة، وسرعان ما تعاود نشاطها خلال الليل، حينما يتأهب المئات من الصيادين للذهاب إلى البحر، والعودة مجددا، حاملين معهم ما حباهم الله من طيبات البحر صباح اليوم الثاني.

إنه نموذج بسيط ليوم من العمل في قطاع الصيد بمديرية المخا، وهو مستمر على هذا الحال منذ إنشاء مركز الإنزال السمكي في ساحل العمودي بدعم من المقاومة الوطنية، وافتتاحه أمام الصيادين. إذ تحول ذلك المكان إلى مركز تجاري هام، ومصدر رزق لآلاف العاملين في هذه المهنة.

سنوات ما قبل الإنشاء

قبل إنشاء مركز الإنزال السمكي، كان ساحل العمودي، يمثل مقبرة للقوارب القديمة المتهالكة، التي لم يعد بحاجة إليها، كما كان خاليا من الصيادين، نظرا لعدم وجود المبنى الذي يحتاجون إليه في عرض وبيع منتجاتهم البحرية.

يقول رئيس جمعية الصيادين في مديرية المخا، هاشم الرفاعي لـ"نيوزيمن"، إن الصيادين كانوا يذهبون لمسافات طويلة، من أجل عرض أسماكهم في مراكز إنزال في مديريات أخرى، مع ما يحمل ذلك من نفقات إضافية، تتمثل في كلفة وقود القوارب، واحتمال تعرض الصيد للتلف.

يضيف "لكن صيادي المخا يقطفون اليوم ثمرة جهود عضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، العميد الركن طارق صالح، الذي وجه بإعادة إنشاء مركز الإنزال السمكي مطلع العام 2020، ليعود معه نشاط الاصطياد السمكي إلى سواحل المخا مجددا، بعد فترة ركود ناجمة عن تدمير مليشيات الحوثي قطاع الصيد بالمديرية.

ويؤكد الرفاعي، وهو من كبار الصيادين، أن ما يقارب من 2500 صياد يسيرون على خطى آبائهم في مهنة الصيد، بحثا عن كسب قوتهم وتغطية نفقتهم المعيشية، وقد وجدوا من مركز الإنزال، ساحة لعرض وبيع منتجاتهم البحرية.

 ويختم حديثه، وهو يشير إلى مجموعة من القوارب الصغيرة التي كانت تستعد للإبحار، فيما كانت قوارب أخرى تفرغ ما لديها من أسماك، بالقول، هذا النشاط لم يكن قائما قبل أربع سنوات، فيما اليوم يصل إلى ذروته، بفضل الجهود المبذولة في إنشاء هذا المركز.

وخلال فصل الشتاء تقل حركة الاصطياد السمكي، نظرا لعوامل الطقس، إذ يجد الصيادون ذوو القوارب الصغيرة صعوبة في التكيف مع الرياح القوية التي تتسبب عادة بانقلاب قواربهم.

لكن في فصل الصيف، وهو ذروة الاصطياد السمكي، يصل حجم الإنتاج السمكي بالمخا إلى نحو 15 ألف طن يوما على أقل تقدير، وتسهم العائدات المالية في توفير فرص العيش لنحو 30 ألف شخص، بمن فيهم أفراد عائلات العاملين في النقل والتوزيع الداخلي، أو المعد للتصدير إلى الخارج.