حرب الحوثي تسلب المواطنين فرحة العيد

تقارير - Wednesday 27 April 2022 الساعة 11:40 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

يستقبل سكان صنعاء عيد الفطر المبارك، في ظل ويلات الحرب والتعسفات الحوثية للسنة الثامنة على التوالي. 

قال الموظف الحكومي محمد صالح، إنهم يقفون عاجزين تماماً أمام تلبية ما تريد أسرهم وأطفالهم من مستلزمات عيدية ولو في الحد الأدنى، فقد أغرقت مليشيا الحوثي الإرهابية، مناطق سيطرتها بالفقر والجوع والأزمات والسلب والجبايات.

واشتكى محمد، الذي يملك 6 من الأطفال، من غلاء ملابس العيد للأطفال حيث وصل سعر البدلة إلى 18 ألف ريال.

بدوره يقول طارق الدبعي -صاحب محل ملابس- إن غلاء أسعار الملابس يعود في الأساس إلى أن البضائع غالية وانهيار سعر العملة الوطنية يضغط على التاجر والمواطن بصورة أكبر.

وعزا التاجر الدبعي غلاء الأسعار إلى ارتفاع سعر الدولار والجمارك والإتاوات التي تفرضها المليشيا خلاف المجهود الحربي مما يشكل عبئا كبيرا على التجار.

"لم نجد ما نأكل، أنا معلم تربوي لكننا بلا رواتب، ولا أملك في منزلي طعام أطعم به أطفالي"، بهذه العبارة أجاب مجاهد اليريمي -أب لخمسة أبناء- على حاله الذي وصل إليه.

وقال اليريمي، إنه لا يتمكن من إطعام أسرته الثلاث الوجبات الرئيسة. وعيونه ممتلئة بالدمع ويقف مكابراً ومبتعداً كي لا تسقط، وهو يردد "أسال الله أن يعذب من عذبنا، ويهين من أهاننا، ويرينا فيهم عجائب قدرته".

من جانبه يقول عمار الكمال -تاجر ملابس- الغلاء دمر اليمنيين أكثر مما دمرتهم الحرب وحطمت قلوبهم، وخصوصاً الموظفين حيث كانوا يعيشون في مستوى ميسور ومستور أثناء وجود الدولة والرواتب، لكن لا يسعنا إلا أن نتضامن مع الشريحة المحرومة الأكبر من اليمنيين".

ويشير عمار إلى أن العشرات من المتسوقين يدخلون مع أطفالهم ويتجولون في المعرض الخاص به، ثم يخرجون دون أن يشتروا بسبب صدمة الأسعار المرتفعة، وبحزن، يقول: "يصعب عليّ أن أشاهد أطفالهم يغادرون وهم يبكون".

ابتسام مطهر، أم لستة أطفال، تقول لـ"نيوزيمن"، كنت أشتري ملابس أطفالي الستة بمبلغ لا يتجاوز 50 إلى 55 ألف ريال في العامين الماضيين، أما اليوم والله إنها كلفتني 150 ألف ريال، بزيادة تتجاوز الضعفين. تضيف: "بالنسبة لي لو لم يكن زوجي مغترباً لما قدرت أشتري كسوة العيد لعيالي، ولكن كيف الوضع بالنسبة لغالبية الشعب اليمني المظلوم، وكيف سيكون وضع الموظف ورواتبه متوقفه في ظل هذا الغلاء الفاحش".

وإجمالاً، يطل عيد الفطر على اليمنيين كباقي الأيام العادية، حزينا وخاليا من مظاهر الفرحة ودون مشاعر البهجة، وقد باتوا غارقين في الفقر ومطوقين باليأس والإحباط الشديد بسبب إطالة أمد الحرب، ولعل أدق تعبير يردده اليمنيون في مواجهة أعباء العيد قولهم: "إن العيد لمن استطاع إليه سبيلا".