وسط رفض محلي وتنديد دولي.. البرهان يتبنى انقلاباً عسكرياً بالسودان

العالم - Monday 25 October 2021 الساعة 05:10 pm
نيوزيمن، وكالات:

قالت وزارة الإعلام السودانية في صفحتها على فيسبوك، الاثنين، إن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قام فعليا "بانقلاب عسكري"، وذلك في ردها على إعلانه في وقت سابق، الاثنين، حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء.

كما أعلن البرهان في ذات البيان، إعفاء الولاة في السودان، متعهدا بمواصلة العمل من أجل تهيئة الأجواء لإجراء الانتخابات في البلاد.

 وأكد الالتزام التام والتمسك الكامل بما ورد في وثيقة الدستور بشأن الفترة الانتقالية، لكنه أعلن تعليق العمل ببعض المواد.

ووصف البرهان ما يمر به السودان، في الوقت الحالي، بالخطير، في إشارة إلى الانقسام السياسي الحاد الذي شهدته البلاد، خلال الآونة الأخيرة.. مشيرا إلى أن حكومة كفاءات وطنية ستتولى تسيير أمور الدولة حتى الانتخابات المقررة في يوليو 2023.

وبالتوازي مع ذلك، أصدر مكتب رئاسة الوزراء في السودان، بيانا بشأن الأحداث المتلاحقة التي استفاقت عليها البلاد بعد أسابيع من التوتر والانقسام حول انتقال السلطة، بين المدنيين من جهة، والقيادات العسكرية، من جهة أخرى.

وأورد البيان، أن رئيس الوزراء، عبدالله حمدوك، وزوجته، تم اقتيادهما من مقر إقامتهما في العاصمة الخرطوم، إلى جهة غير معلومة من قبل قوة عسكرية.

وذكر البيان، أن القوات الأمنية في السودان أقدمت أيضا على اعتقال عدد من أعضاء مجلس السيادة والوزراء وقيادات سياسية.

ووصفت رئاسة الوزراء في السودان، ما حدث بمثابة تمزيق للوثيقة الدستورية "وانقلاب مكتمل على مكتسبات الثورة التي مهرها شعبنا بالدماء بحثاً عن الحرية والسلام والعدالة".

وحمل البيان، "القيادات العسكرية في الدولة السودانية المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة حمدوك وأسرته، كما تتحمل هذه القيادات التبعات الجنائية والقانونية والسياسية للقرارات الأحادية التي اتخذتها".

في غضون ذلك سادت حالة من الغضب في الخرطوم، وخرج آلاف المواطنين إلى شوارع العاصمة رفضا لهذا الانقلاب.

كما أقدموا على إحراق بعض الإطارات تنديداً بالاعتقالات التي تمت، وأغلقوا عددا من الطرق.

 واندلعت اشتباكات بين متظاهرين والأمن أمام مقر قيادة الجيش.

وبحسب وزارة الإعلام السودانية، فقد أطلقت قوات عسكرية الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أدى إلى وقوع عدة إصابات.

فيما أعلنت لجنة أطباء السودان أن 12 إصابة سجلت بإطلاق نار أمام مقر قيادة الجيش.

وكانت قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين دَعَوَا في وقت سابق كافة المواطنين للنزول إلى الشوارع، واستنكار التوقيفات أو أي محاولة انقلاب عسكري.

فيما أعلنت نقابة الأطباء والمصرفيين في البلاد الإضراب العام والعصيان المدني.

وفي أول رد ‬‬فعل دولي على الأحداث الدائرة في السودان. حثت السفارة الأمريكية في الخرطوم، من وصفتهم بالأفراد الذين يعطلون الانتقال الديمقراطي في السودان، إلى التراجع والسماح للحكومة التي يقودها المدنيون بمواصلة عملها. 

في حين ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمحاولة الانقلاب في السودان.. ودعا إلى الإفراج فورا عن رئيس الوزراء السوداني وأعضاء الحكومة المدنيين.

يذكر أن هذه التطورات الدراماتيكية المتسارعة أتت بعد أسابيع من تصاعد التوتر بين المكون العسكري والمدني اللذين يقودان الحكم في السودان منذ عزل رئيس النظام السابق عمر البشير.

وقد تصاعدت حدة هذا التوتر منذ محاولة الانقلاب التي وقعت في سبتمبر الماضي، وتبادل على إثرها الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات عما يجري من أزمات اقتصادية وسياسية.