من يحاصر العبدية.. الشرعية أم الحوثي: 25 يومًا في العراء دون تحرك على الأرض

السياسية - Wednesday 13 October 2021 الساعة 03:29 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:

تقاتل إيران في اليمن بكل ثقلها العسكري والسياسي والثقافي والديني، فيما قوى يمنية متنوعة تنضوي تحت مظلة حكومة الشرعية لم تستوعب بعد حجم المتغيرات على الأرض، ولا تزال مصرة على الذهاب أبعد من مواجهة ذراع إيران.

بالأمس خرجت قناة الجزيرة وأحد مراسليها بنشر صور جنود أمريكان تقول إنها من شوارع محافظة حضرموت، وأن الإمارات هي من أدخلت هؤلاء إلى اليمن، وبدا الأمر وكأنه اكتشاف خطير بعد سبعة أعوام من الحرب وإدخال اليمن تحت البند السابع.

المراسل نفسه وجزيرته لم يتوقفا أمام سقوط 12 مديرية من أصل 14 بيد الحوثي في غضون أشهر قليلة وأمام أنظار قيادات مثل نائب رئيس الجمهورية ووزير الدفاع المحسوبين على حزب الإصلاح محليًا وقطر إقليمياً وروحيًا.

وبحسب المعطيات والتقارير، فإن تمسك الرئيس هادي بالعديد من تلك الشخصيات منذ تم تشكيل آخر حكومة قبل أكثر من عام أمر مخجل للغاية، حيث وإن وزير الدفاع محمد المقدشي ومعه نائب الرئيس علي محسن قد عجزا عن الحفاظ على المناطق التي تم تحريرها في أعوام 2015 و2016 و2017 بداية من قيامهما بالانقلاب على التوافق وإزاحة خالد بحاح ليتم استبداله برجل مريض.

وتعد مأرب التي باتت في حكم المسيطر عليها من قبل مليشيا الحوثي النموذج الأسوأ في نظر المراقبين، وهي تتساقط بشكل متسارع في ظل ردود أفعال عسكرية على الأرض غير مطمئنة باستثناء الغارات لطيران التحالف.

وكان آخر تصريح للتحالف العربي أنه يقوم بحماية المدنيين في مديرية العبدية التي تحاصرها ميليشيا الحوثي منذ 25 يوما من خلال طلعات جوية تجاوزت ال338 غارة في ظرف أسبوع فقط.

تلك الغارات حصدت العديد من التعزيزات البشرية والمعدات العسكرية بكل تأكيد وهو الأمر الذي لا يتوقف عنده إعلام المليشيا أبدا، لكن ذلك لا يعني إلا أن الحوثي في طريقه إلى إحكام القبضة على مأرب ومصادر النفط والغاز وتهديد أكثر من مليوني نازح ومقيم بشكل دائم من محافظات مثل صنعاء وذمار واب وتعز وريمة والحديدة والبيضاء وحجة وعمران.

وزير الخارجية اليمني أحمد بن مبارك في وقت سابق، اكتفى بإدانة الميليشيا بعد محاصرة العبدية ومنع وصول الأدوية والطعام إلى السكان، ومنع إجلاء الجرحى واستهدفها بالصواريخ البالستية وكل أنواع الأسلحة الثقيلة، وهو ما اعتبره انتهاكا صارخا لكل مبادئ حقوق الإنسان وقواعد القانون الدولي الإنساني.

جاء ذلك خلال مباحثات هاتفية مع الممثل المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة لدى اليمن ديفيد جريسلي، داعيا الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة إلى التدخل العاجل لإنقاذ حياة المدنيين وإنهاء الحصار الوحشي وإدانته كجريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي.

بحسب التقارير، فإن المعارك التي بدأها الحوثي مطلع فبراير/ الماضي قد أعد لها إعدادا كاملا وخطط لها بشكل دقيق وبدعم لوجستي واسع من قبل خبراء إيرانيين ولبنانيين من حزب الله وتوجيهات حسن ايرلو المتواجد في صنعاء حاليا كحاكم فعلي.

وهنا يمكن التساؤل: من يحاصر العبدية ويسقط مديريات مأرب كل يوم، الشرعية بهيكلها الحالي أم الحوثي الذي كشف عن مشروعه منذ اللحظة الأولى للحرب التي بدأها أواخر 2014م؟!