المخا.. التوعية بمخاطر الألغام مهمة إنسانية لتجنيب وقوع السكان في فخاخ الموت الحوثية

المخا تهامة - Monday 11 October 2021 الساعة 12:39 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

في فناء مدرسة حكومية تقع بالقرب من حقل ألغام في ريف المخا، يلقي خبير التوعية بمخاطر الألغام، عبدالحكيم مهيوب، مجموعة من المحاذير على طلاب المدرسة.

كرر مهيوب مرارا على الطلاب منع لمس الأجسام المشبوهة التي لا تزال حاضرة في مناطق الساحل الغربي، والتي حولتها مليشيا الحوثي إلى أكبر حقل ألغام في اليمن، وعرض عليهم مجموعة من الصور التي تحدد شكلها.

يتولى مهيوب مع فريق التوعية المكون من ستة أفراد، ضمن 16 فريقا يعملون في مديريات الساحل الغربي للبلاد، في نشر التوعية بين طلاب المدارس، ورواد الأسواق، والتجمعات العامة، لتحذيرهم من لمس تلك الأجسام، بعد أن تسببت في سقوط عدد من الضحايا خلال السنوات التي أعقبت تحرير المخا، من بينهم طالبين في المدرسة ذاتها تعرضا لإصابات محدودة.

يقول مدير إدارة التوعية بالمركز الوطني للتعامل مع الألغام ومشرف فرق التوعية بمديريات الساحل الغربي بمحافظة تعز، خالد قائد لنيوزيمن، إن الحملة بدأت في 19 سبتمبر وتستمر حتى 27 اكتوبر، وتمتد من ذو باب جنوبا، حتى الدريهمي شمالا.

يضيف، إن الحملة تستهدف توعية 50 ألف نسمة من السكان بمختلف شرائحهم، لا سيما وأن الأجسام المموهة التي تبدو عليها الألغام الحوثية، تسبب الجهل بها، في سقوط ضحايا.

وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، تمكنت حملة التوعية بمخاطر الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها مليشيات الحوثي بحسب قائد، من استهداف أكثر من 20 ألف شخص بكافة المديريات، شكلت المستهدفات من الإناث من ذلك الرقم 7 آلاف.

وفي مدرسة نوبة عامر التي تم فيها استهداف الطلاب في حملة التوعية، كان الطالب عبده بشير عبده صالح البالغ من العمر نحو 9 سنوات، يقف بين زملائه حاملا ندوب إصابة سابقة في انفجار ذخيرة قام زميل له بتحطيمها، لمعرفة ما الذي بداخلها، فيما الطفلة أماني محمد دالي، ذات سبع سنوات، ما تزال هي الأخرى تحمل ندوب الإصابة والرعب الذي كان باديا في محياها، جراء الانفجار الذي ذهب بحياة رفيقهم، قبل أن يعرف ما الذي يحتويه ذلك الجسم.

يقول مدرب فريق التوعية بمخاطر الألغام ومخلفات الحروب في الفريق الثاني بالمخا، عبدالحكيم مهيوب لنيوزيمن، إن فريقه كما هو عمل الفرق الأخرى، يستهدف المناطق المشبوهة بوجود ألغام وتلك التي دارت فيها المعارك، لا سيما المناطق الريفية التي تحولت إلى حقول ألغام.

يضيف، بدأت مياه السيول في إخراج بعض الألغام، ولذا نقوم بتوعية الأهالي بتجنبها وكيفية إبلاغ فريق نزع الألغام بأماكن وجودها ليتولى أمر تطهيرها.

وفي إحدى القرى الريفية بالمخا، جلبت السيول لغما صدئا، يقول الأهالي، إن أحد السكان أخذ الصاعق المتفجر وأخفاه في منزله، فيما قام بفتح الغطاء وتدمير الجزء التالف منه.

وفي واقعة أخرى عثر الأهالي على عبوة حوثية مصنوعة محليا، وأن عمليات التوعية السابقة كان حصادها مثمرا بعد أن أبلغ أحد الطلاب عنها دون أن يقوم بلمسها.