صندوق الثورة المتحرك وهمزة الوصل بين الثوار وناصر.. من هو عبدالغني مطهر

السياسية - Sunday 26 September 2021 الساعة 04:43 pm
نيوزيمن، كتب/ د.فاروق ثابت:

هل حدثتم أبناءكم عن الأب الملهم الذي حول كل رأسماله إلى صندوق متحرك لدعم الثوار قبل سبتمبر وبعدها.

هل قرأتم عن الجزء المشع من تاريخ الثورة اليمنية.

عبدالغني مطهر: الأب الروحي والفكري والمادي للثورة..

بحر الجمهورية وجبلها العتيد، بل كل جبالها وبحارها وتلالها وأوديتها.

مخطط الثورة، ورسولها إلى الزعيم جمال عبدالناصر، رأس تنظيم التجار الأحرار، وعضو مجلس قيادة الثورة اليمنية وأول محافظ لتعز بعد الثورة. 

هو صاحب كتاب "يوم ولد اليمن مجده" الذي يحكى البداية ثم عمق المعاناة وحتى الانتصار. 

غادر مطهر الحبشة شاباً يافعاً هرباً من بطش وظلم الكهنوت، وما إن استتبت له الأمور وتمكن من جمع ثروة بدأ استثمارها يتسع نحو اسمرة، لم يهنأ له العيش برفاهية بجانب امواله وبمعزل عن ابناء بلده الذين يعانون الامرين، فقرر العودة للنضال ومقارعة الكهنوت من داخل الأراضي اليمنية، وصفى كل أعماله في اديس ابابا واسمره منتقلا إلى تعز، فشكل "الحراك الوطني للثورة" وكان صندوق الثورة المتنقل.

وقد أسس أثناء ذلك محلات تجارية في تعز والمخا لضمان استمرار تمويل الثورة، ودعم اصدار صحيفة "صوت اليمن".

أسهم في تأسيس اللجنة النأسيسية للأحرار في العام 1958، واشترى الأسلحة لدعم الثوار وإلى جانبه كوكبة من المناضلين مثل ناشر عبدالرحمن العريفي ومحمد مفرح، وعبدالقادر الخطري، وزيد مهفل وغيرهم من الاحرار إلى جانب تاسيسه تنظيم التجار الأحرار الذي ضم عضوية كل من علي محمد سعيد، وعبدالقوي حاميم واحمد ناجي العديني. 

فيما شكل عبدالغني همزة الوصل بين الزعيم جمال والثوار وجسد برقية الثورة إلى النظام المصري حينها. 

لم يسجلوه ولو في درس واحد في المنهج المدرسي رغم انه كان كل الثورة، لم يطلقوا حتى شارع باسمه، ولو حتى ايضاً قاعة محاضرات، رغم ان تسمية كل شوارع اليمن ومدارسها وقاعات محاضرات جامعاتها لا تفيه حقه.

في لحظة ذروة ابتهاج الجمهور بالثورة انسحب مطهر سعيداً ووجد أن ذلك هو افضل حصاده، وغادر مسروراً بذلك، وهو خالي اليدين من كل أمواله، وقد كان اكبر رجل اعمال يمني في تلك الحقبة، فالهدف تحقق، والاجيال بدأت تنطلق في كل الميادين وقد فتح المصنع والمدرسة والمعمل والكلية أمام اليمنيين.

سئل عبدالغني ذات يوم وهو يقف في الشارع بسيطا خالي الوفاض بعد الثورة، ايش كسبت من دعم الثورة، فالتفت مبتسماً إلى طلاب وطالبات كانوا يمرون امامه في الشارع بالصدفة قائلاً: "هذا هو رأسمالي ومكسبي الأول والأخير".

هذا البطل يفترض أن يضع له الجمهوريون تمثالاً ونصباً يذكر الأجيال ببطولاته وتضحياته وايثاره الفذ لأجل كل اليمن واليمنيين.