مراكز الحوثي الصيفية.. معامل طائفية لتفخيخ جيل كامل

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 08 June 2021 الساعة 08:34 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تحاصر ذراع إيران الآباء بكل السبل، فلا تترك لهم مجالًا للتنفس حتى وهم يحاولون النجاة صيفًا بحثًا عن لقمة العيش، فتفرض عليهم إقامة مراكز صيفية.

وتحت دعاوى تحفيظ القرآن تستدرج جيلا كاملا من "النشء" لتعبئته بأفكار طائفية ومناطقية تحمل طابع المشروع الإيراني الذي يستهدف المنطقة.

القيادي البارز في الحركة نائب وزير الخارجية حسين العزي وفي تغريدة له ذكر بتباهٍ، بأن عدد الذين التحقوا بالمراكز الصيفية وصلوا إلى 620 ألف بزيادة 220 ألف من الذي كان متوقعًا.

ورغم الحديث من قبل مراقبين بأن الرقم مبالغ فيه إلا أن التحذير من فكرة المراكز هو الأهم في كل ما يجري. 

ومؤخرا تم تداول صور لطلاب فرضت عليهم المليشيا القيام بحفر مجموعة من القبور كمادة تطبيقية.

دوافع ومبررات

يدفع الكثير بأبنائهم تحت عاطفة تعليم القرآن وضغط المشرفين والخوف من المساءلة وقطع بعض المعونات في ظل سيطرة مطلقة على الأرض لذراع إيران.

مصدر خاص فضل عدم ذكر اسمه كشف ل"نيوزيمن"، بأن تحركات واسعة تقوم بها ذراع إيران على مستوى (محافظة إب) للدفع بأكبر عدد من الطلاب إلى ما يسمى بالمراكز الصيفية.

المصدر أكد أن التحركات تسير بوتيرة عالية، كما يصاحبها عملية تغيير أي مدير مدرسة أو تربوي يرفض التعاون وتنفيذ التوجيهات.

المصدر عزا هذا الاهتمام إلى خطابات عبد الملك الحوثي التي تعد توجيهات ملزمة إضافة إلى أوامر وزير التربية والتعليم الشقيق الأكبر لزعيم الجماعة.

استياء شعبي واسع

مصادر خاصة كانت قد أكدت بأن هناك استياء شعبيا واسعا في كثير من المناطق والقرى، وأن المواطنين يرفضون الدفع بأبنائهم خوفا من تلويث عقولهم وهم على صراع مع المتحوثين.

ففي منطقة "خنبة" عزلة (شلف) مديرية العدين، أقدم المشرف التربوي على تغيير مدير مدرسة (الحسن بن الهيثم) عبد الكريم أحمد سعيد، بعد رفضه التوجيهات وانشغاله بالبحث عن عمل يعينه على إعالة أسرته في ظل انقطاع الراتب.

المصدر أكد أنه وبكل سهولة تم إصدار الأوامر لشخص آخر يدعى سليمان وهو شيخ ورئيس مجلس الآباء، أن يحل محل الأول بشرط الالتزام بإقامة المركز داخل نفس المدرسة.

الأمر الذي استنكره مواطنون من أبناء المنطقة. معتبرين أن ما يجري لا علاقة له بالتربية والتعليم وغير قانوني ولا يمكن قبوله بسهولة.

ولا زال العديد من المواطنين يرفضون الدفع بأولادهم إلى المراكز الصيفية خوفًا عليهم من التعبئة الطائفية والفكرية التي تقودها المليشيا.

واقع صعب وتعليم ملوث

أما أ. ع. الحميدي تربوي، أكد أن حرص الحوثيين على إقامة المراكز يلقي بظلاله على واقع التعليم السيئ، ويضيف أعباء جديدة تجعل من مستقبل جيل كامل غير قادر على اكتساب المعرفة الحقيقية ومواجهة واقعه.

مشيرًا إلى أن (شعار الصرخة) أصبح مفروضا مثله مثل الصلوات الخمس ومن أي شعار وطني بل وأكثر من ذلك؛ إذ لم يعد هناك حسب قوله، أي "تصفيق" من قبل الطلاب كجزء من التكريم للطالب الناجح، حيث تم استبدالها بالصرخة.

وختم بقوله. تصور الأستاذ وهو يسأل الطالب سؤالا فيجب عليه، فبدلًا من التصفيق الحار كنوع من التحفيز يتم إلقاء الصرخة، هل هناك شيء أكثر من هذا سيدمر العقول.

وسبق للمليشا أن قامت قبل عامين بتغيير مدير مدرسة (مجمع 13 يونيو) محمد هزاع الحميدي منطقة الكرب التابعة لمديرية العدين أيضًا بعد اعتقاله وتلفيق العديد من التهم.

أرقام ضحايا التعبئة

تأمل المليشيا من خلال المراكز تجنيد أكبر قدر من النشء للدفع بهم إلى الجبهات وتعويض ما فقدت من مقاتلين خلال السنوات الماضية وفي معارك مأرب الأخيرة، ومن ناحية تهيئتهم ليكونوا قنابل موقوتة للمستقبل.

فمنذ 2014 وبحسب تقارير المنظمات، جندت ما يزيد عن 10.300 طفل، قتل منهم 111 فقط بين شهري يوليو/ واغسطس/ من العام 2020.

التقارير أيضا تشير إلى أنه وخلال السنوات الثلاث الماضية 2018/ 2019/ 2020 كانت المليشيا قد بدأت حملة مفتوحة واجبارية لتجنيد الأطفال، حيث افتتحت ما يقارب 25 معسكر تدريب لآلاف المراهقين والأطفال في محافظات صعدة، صنعاء، المحويت، الحديدة، تهامة، حجة، ذمار؛ أغلبهم من سن 10 إلى 17 عامًا من طلبة المدارس.

ناهيك عن استغلالها تجنيد الأطفال من مخيمات النازحين ودور الأيتام كما حدث قبل فترة في صنعاء. إضافة إليهم أطفال من عائلات فقيرة مقابل مكافآت شهرية تصل إلى 150 دولار.

وأخيرًا كشفت العديد من التقارير عن معاملة سيئة تمارسها الجماعة وعقوبات تفرضها على كل من يحاول رفض الأوامر أو التقاعس تشمل الحرمان من الأكل والسجن والاعتداء الجسدي والجنسي والتهديد بالتصفية.