عبدالرحمن أنيس يكتب: هذه مشكلة كهرباء عدن
الجنوب - Friday 21 May 2021 الساعة 04:28 pmمشكلة الكهرباء في عدن معقدة، هل تصدقون أن توفير وقود ومحطات توليد جديدة لن يحل المشكلة.
ستقولون كيف؟ حسناً.. سأخبركم.
حالياً محطة بترو مسيلة فيها مولدان جاهزان بقوة 263 ميجا، غير قادرين يدخلوهما الخدمة لأنه لا توجد خطوط تصريف طاقة.
الحل هو التشغيل الجزئي لمئة ميجا فقط من محطة بترو مسيلة عبر الكيبلات الموجودة في محطة الحسوة، وفي هذه الحالة سيتم تجنيب المولد الصيني لأن خطوط التصريف الحالية لا تستحمل توليداً أكبر.
قدرة المحولات وخطوط الضغط العالي في منظومة الكهرباء بعدن لا تتحمل أي توليد إضافي.. هذه هي الحقيقة الصادمة.
إذا جاءت سفينة عائمة فبالكاد سيمكن توليد 100 ميجا فقط أو أقل، وفي هذه الحالة لن تدخل معها محطة بترو مسيلة ولو بشكل جزئي، طبعا ستأتي السفينة بكيبلات لمدها إلى محطة الحسوة التحويلية فقط من اجل ان تدخل ضمن الشبكة الوطنية لعدن.
لكن من سابع المستحيلات إدخال توليد السفينة العائمة ومحطة الرئيس والمولد الصيني في وقت واحد والسبب عدم استحمال الخطوط توليد إضافي.
يجري في عدن أسلوب لا يستخدم في أي مكان في العالم، هل سأل أحدكم نفسه لماذا تتوزع المولدات في أماكن مختلفة؟
في عدن توزع المولدات في المحطات التحويلية المختلفة الخاصة بكل مديرية، وبطريقة هندسية يتم دمج توليدها مباشرة في المفاتيح، لأنه لو وضعت المولدات في مكان واحد لا توجد خطوط تحويل قوية تحول التوليد إلى المحطات التحويلية.
تصوروا محطة انترسولار التي اشترتها الإدارة الذاتية إلى الآن مش قادرين يدخلوا قوتها الكاملة في الشبكة (50 ميجا) لأن المحولات التحويلية مش قادرة تتحمل هذا التوليد ومش قادرين يعملوا حلا جديدا لها.
بمعنى حتى لو جابوا بكرة محطة 500 ميجا صعب يدخل من توليدها غير 100 ميجا لأن الشبكة متهالكة ولا تحتمل أي توليد أعلى من ذلك.
والمؤسف أن شبكة عدن الكهربائية لا زالت تعمل بخطوط 33 كيلو فولت في حين دول العالم الأخرى تعمل بخطوط 132 كيلو فولت فما فوق وهذا هو الشغل الصحيح الذي يستحمل توليدا أكبرا.
لذلك يعتبر مشروع خطوط تصريف الطاقة 132 كيلو فولت الذي يتم إنشاؤه حاليا هو اهم مشروع استراتيجي لمدينة عدن وسيخدمها لعشرات السنين القادمة، وتستطيع مدينة عدن من خلاله استقبال أي توليد إضافي في المستقبل خاصة في ظل التوسع العمراني الهائل الذي يجري، لكن لا ندري متى سيكون جاهزا ومكتملا، وزير الكهرباء قال في تصريح قريب إن الأمر يحتاج قرابة 11 شهرا، وسنرى.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك