الزبيدي: للصبر حدود أمام سياسات التنكيل والعقاب الجماعي التي تستهدف شعبنا
الجنوب - Wednesday 05 May 2021 الساعة 12:23 amنظم المجلس الانتقالي الجنوبي، الثلاثاء، وبرعاية اللواء عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس، احتفالا بالعاصمة عدن بمناسبة الذكرى ال4 لإعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس الانتقالي والذكرى ال6 لتحرير العاصمة عدن.
وألقى الزُبيدي كلمة في الحفل، الذي حضره أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي وأعضاء من الجمعية الوطنية والأمانة والعامة لهيئة رئاسة المجلس وقيادات محلية وشخصيات اجتماعية ونخبوية وإعلاميون، أكد فيها على أن المجلس حقق انتصارات على مختلف الصعد جعلت من الجنوب وقضيته رقما صعبا على الساحة الدولية، وأن العالم بات يعترف بأن المجلس الانتقالي هو الحامل لقضية الجنوب.
وأكد الزبيدي، أن المجلس الانتقالي الجنوبي بذل ومنذ تأسيسه، كل الجهود الهادفة لوضع قضية شعبنا الجنوبي في مسارها السياسي الصحيح، من خلال الجهد والكفاح والنضال، وهندسة العمل السياسي والدبلوماسي، واستطاع أن يعمل بقوة وثبات وبرؤية ناضجة وواضحة، وحقق لشعبنا نجاحات كبيرة، نقلت قضيته إلى مستويات متقدمة، وجعلتها رقماً صعباً في المحافل الدولية، من الصعب تجاوزها أو القفز عليها.
وأضاف الزبيدي: وعلى الصعيد التنظيمي، عمل المجلس على استكمال بنيته التنظيمية وتشكيل هيئاته المختلفة المركزية والمحلية، وبات حضوره فاعلاً في كافة مدن ومناطق الجنوب، وفي العديد من الدول المؤثرة في صناعة القرار الإقليمي والدولي، وأما سياسيا فقد نجح المجلس في فتح كل الأبواب التي ظلّت مُوصدة أمام قضية شعبنا، وتمكن وخلال ثلاثة أعوام فقط، أن ينتزع اعتراف الأصدقاء وقبل ذلك الخصوم الذين سعوا إلى وأده وإضعافه، وها هو اليوم يقف شامخاً أكثر قوةً وتماسكاً.
>> في ذكرى تفويض المجلس.. جنوبيون: ثقتنا عالية في قيادة الانتقالي لتحقيق تطلعات الشعب
وقال: إن ما نمر به اليوم من تحديات، وحرب شعواء تشنها القوى المأزومة ومراكز النفوذ العميقة التي دأبت على العبث والفساد وتكريس سياسات العقاب الجماعي بحق شعبنا، إنما يأتي لإدراك تلك القوى اقتراب نهايتها التي لا مفر منها، وهذا يُملي علينا أن نواصل مسيرة العمل بوتيرة عالية، وأن نضاعف جهودنا، لرفع معاناة شعبنا وإنهاء نفوذ الواهمين بإخضاعنا وابتزازنا واستغلالهم للوضع البائس التي صنعته تداخلات سياسية متشابكة، والتي وإن تجلت بأسوأ صورها فلن تستطيع تجاوز إرادة شعبنا الجنوبي وتضحياته الجسيمة التي لا تزال مستمرة حتى اللحظة.
وتابع: ومن هذا المنطلق ندعو حكومة المناصفة للعودة إلى العاصمة عدن والإيفاء بوعودها وأداء مهامها في تحسين الخدمات وصرف المرتبات ومعالجة الاختلالات ومكافحة الفساد، وتخفيف وطأة الانهيار الاقتصادي والمعيشـي على شعبنا في الجنوب، وممارسة سلطاتها لإلزام كافة المؤسسات الإيرادية في جميع المحافظات بتوريد عائداتها إلى البنك المركزي في عدن، كما ندعوها إلى مصارحة الشعب واطلاع الرأي العام عن ماهية القوى التي تمارس العقاب الجماعي بحق شعبنا، وأن تضطلع بدورها في مواجهة المتنفذين وتجار الحروب.
وجدد الزبيدي، التأكيد على موقف المجلس، المبدئي والثابت على العهد مع الشعب، قائلا: فنحن منه وإليه، نعيش معاناته، ونتصدر صفوف الدفاع عنه، ونشدد بأن للصبر حدودا أمام سياسات التنكيل والعقاب الجماعي التي تستهدف شعبنا، وأن خيارات المجلس مفتوحة لمعالجة قضايا شعبنا بما يلبي تطلعاتهم، كما نؤكد مرةً أخرى بأن المجلس الانتقالي الجنوبي قادر على إدارة الجنوب بما يتواءم والمتغيرات المحيطة ويحمي أمن ومصالح دول المنطقة والعالم.
وأكد رئيس الانتقالي الجنوبي، أن اتفاق الرياض جسد، الإقرار الإقليمي والدولي بالمجلس الانتقالي الجنوبي وقضية شعب الجنوب ومكانته السياسية، ووفّر فرصة حقيقية لإحلال السلام وتصويب بوصلة المعركة، لكن قوى الفساد والإرهاب لا زالت تعمل على تعطيله وتحاول إفراغه من محتواه، داعياً الأطراف الراعية للاتفاق إلى إلزام الطرف الآخر بإلغاء كافة القرارات أحادية الجانب، والتزام التشاور المسبق وفق نصوص الاتفاق، واستكمال تنفيذ كافة بنوده دون انتقائية، وفي مقدمتها تشكيل الوفد التفاوضي المشترك، وتشكيل الهيئات الاقتصادية، وهيكلة وزارات الداخلية والدفاع والخارجية، وكافة الوزارات والمؤسسات العامة، وخروج المليشيات المعتدية التي جعلت مقراتها في شبوة ووادي حضـرموت والمهرة معسكرات لاحتضان الإرهاب وتصديره، ونهب موارد الجنوب، وقتل أبنائها ومصادرة حقوقهم، وتهديد الأمن والسلم الدوليين.
وبارك الزبيدي، كافة المساعي الجارية لإنهاء الحرب والشـروع في عملية سياسية شاملة، وجدد التأكيد بأن موقف المجلس الانتقالي الجنوبي كان ولا يزال وسيبقى حاملاً لراية السلام، ساعياً لإيقاف الحرب ومعالجة الوضع الإنساني، داعماً لكل المبادرات الأممية والإقليمية، حريصاً على إنجاح الجهود المبذولة لإحلال السلام في الجنوب واليمن، غير أننا لن نقبل بأية تسويات أو حلول تتجاوز قضية شعبنا الجنوبي، أو ترسم مستقبله السياسي خلافاً لإرادته وتطلعاته.