معارك جانبية وتزويد للحوثي بالسلاح.. الإخوان وإفشال التحالف لأجل تركيا

السياسية - Tuesday 23 February 2021 الساعة 09:23 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

ست سنوات من الحرب في اليمن حققت القوات الجنوبية والمشتركة إنجازات كبيرة بإسناد وإشراف من التحالف العربي وخصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة، التي كان دورها محورياً في هذه الإنجازات في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي وحتى محافظة مارب حين كانت القوات الإماراتية من تدير المعركة إلى جانب القبائل حتى العام 2016.

هذه الإنجازات قابلها فشل وهزائم وصفها مراقبون "بالمتعمدة" من الجبهات التي يسيطر عليها إخوان اليمن في عدة محافظات كمارب والجوف ونهم والبيضاء وتعز.

عقب سنوات من الحرب وبعد أن وصلت قوات المقاومة والقوات الإماراتية إلى مشارف صنعاء بعد تحرير محافظة مارب مناطق واسعة في محافظة الجوف والوصول إلى مديرية نهم في محافظة صنعاء أصبحت المليشيات الحوثية على مشارف مدينة مارب بعد إسقاطها لنهم والجوف ومناطق عدة في المحافظة التي تعد آخر معاقل الشرعية الرئيسية في المحافظات الشمالية.

ما الذي تغير؟

السقوط الكبير والانهيار للجبهات في السنوات الأخيرة يضع عدة أسئلة حول أسباب هذا التراجع والفشل الذي حصل لهذه الجبهات التي يسيطر عليها الإخوان.

ويرى مراقبون، أن ارتباط جماعة الإخوان بدول مناهضة للتحالف العربي كان أحد أبرز أسباب الفشل (المتعمد) للجبهات وسقوطها بأيدي الانقلابيين.

ومن غير المنطقي أن تسقط تلك المناطق الواسعة في نهم والجوف ومناطق أخرى في محافظة مارب أصبحت جميعها تحت أيدي الذراع الإيرانية دون معارك تذكر وهي التي كانت ترابط فيها قوات كبيرة كان باستطاعتها الوصول إلى صنعاء خلال ساعات.

ووفقاً لبيان نشرته جماعة الحوثي عقب سقوط جبهة نهم قالت فيه، إن قواتها سيطرة على 17 لواءً كانت تابعة للقوات الإخوانية، غنمت المليشيات الحوثية جميع معداتها العسكرية الحديثة التي قدمها التحالف العربي لتلك القوات.

وأظهرت صور نشرها الإعلام التابع للمليشيات العتاد العسكري الكبير الذي تحصلت عليه عقب سقوط "نهم" بعضها معدات ثقيلة ما تزال في مخازن لم يتم استخدامها وسط ذهول المتابع اليمني حل تسليم كل هذه الأسلحة.

الأسلحة الكبيرة التي تحصلت عليها المليشيات في نهم والجوف ومقر المنطقة السابعة قال عسكريون إن الجماعة تهاجم بها مدينة مارب في هجومها الكبير منذ الذي بدأته منذ أسابيع.

وتسعى جماعة الإخوان لإفشال التحالف العربي خدمة لدول على خلاف مع التحالف وخصوصاً قطر وتركيا.

ولم تعد جماعة الإخوان تخفي علاقتها بتركيا ومناهضتها الواضحة للتحالف العربي، وقد كشف ذلك القيادي العسكري في إخوان تعز عبده فرحان المعروف بسالم في مقطع مسرب له، كما طالب القيادي الإخواني حميد الأحمر في لقاء له مع قناة الجزيرة، الخميس، صراحة بتدخل تركي في اليمن، وهاجم التحالف العربي، وهو الذي غادر البلاد منذ سنوات إلى فنادق أنقرة.

أسباب الفشل الإخوانية للتحالف والشرعية والبلاد كان أحد أسباب أيضا المعارك الجانبية التي أشعلها الإخوان في المناطق المحررة مع القوات المناهضة لمليشيات الحوثي.

معارك في شبوة وأبين وحشود إلى طور الباحة والصبيحة وتمدد نحو الساحل الغربي.. كل تلك المعارك والحشود والتحريض على القوات الموالية للتحالف العربي وأوقفت القتال مع ذراع إيران وجعلتها توسع من نفوذها وتسقط المناطق تباعاً.

عضو الجمعية العمومية للمجلس الانتقالي وضاح بن عطية يرى أن القوات الإخوانية لو أنها قاتلت الحوثيين كما تقاتل للدخول إلى عدن ترسل التعزيزات من وادي حضرموت ومارب والبيضاء، لكانت قد حررت صنعاء خلال شهرين.

وقال بن عطية، في تغريدة له، إن الإخوان لم يظهروا أي حرب حقيقية مع مليشيات الحوثي مشيرا أنهم لم يتوقفوا عن قتال المليشيات الحوثية فقط بل غدروا بكل من قاتلها.

فيما يقول الصحافي ياسر اليافعي، إن الإخوان لم يعد الشمال في تفكيرهم، وأصبحت الجماعة تبحث عن وطن بديل لها، لهذا هي لا تقاتل وتدفع بقواتها إلى معارك مارب والجوف وتحاول تمكين نفسها في شبوة ووادي حضرموت ومناطق جنوبية أخرى.

ويرى اليافعي أن ذلك لن يحصل، مشيرا أن من فقد حاضنته في عمران لن يجدها في عتق وسيئون.

ودعا إلى تلافي سقوط مارب وتعزيز جبهاتها بالقوات التي تتواجد في شقرة وطور الباحة ووادي حضرموت، مبيناً أن سقوط المحافظة هو سقوط ونهاية لجماعة الإخوان قبل غيرهم.