بعد يومين من مقتل ختام العشاري تصدرت قصة بيع “ليمونة" والحوثي يحتفل في “إب” بترويج السياحة

تقارير - Tuesday 29 December 2020 الساعة 09:15 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

وراء “ليمونه ياسر” حكاية لم يبحث عنها الإعلام الذي ذهب بجهده يدين الأب الذي سلم ابنته لقريب لهم، ولكن بعقد كتبه قاضٍ، مسجلاً سابقة قانونية تضمنت الإقرار بأن الأب “باع ابنته” ذات الـ4 سنوات مقابل 200 ألف ريال يمني.

يقول الأب “ياسر عبده ناصر”، في الفيديو المرفق، إنه سلم ابنته لابن أخ جدتها “محمد حسن”، وهي “تتنقل بين بيته وبيت جدتها”. ويضيف رداً على من ينتقده لـبيع ابنته ”فلتها من جوع وعطش.. قلت بدل ما تموت بلاش، سلمتها لمن يقدر يربيها”، و”أنا أربي اللي عندي”.

لكن الوثيقة القضائية المرفقة أيضا تذكر أن المبلغ المالي هو جزء من استحقاق طليقة الأب.

ويبقى تصرف القاضي والشهود والقلم الجنائي، هو الأغرب، فقد تصرف مع كلمة “بيع” كما لو أنه يقيد بيع ممتلك مادي، ولم يحظ ذلك بأي نقاش..

زمن القضاء الحوثي

لا يوجد أسوأ من هكذا مآل، ففي عصر الحديث عن الصفقات المالية الكبيرة، والنهضة العمرانية الجديدة، والثورة المعلوماتية، يتحدث اليمنيون عن العبودية وصفقة بيع الآباء لأبنائهم بثمن زهيد.

بيعت (ليمونة ياسر) ذات الـ4 أعوام من قِبل أبيها بتاريخ 31 أغسطس 2019 في إحدى مناطق محافظة إب مقابل 200 ألف ريال يمني، الحادثة التي دُهش لها الناس وحاول نفيها البعض على أنها غير معقولة، لكنها حدثت لأن القائمين على السلطة جماعة متعالية وأداة رخيصة من أدوات إيران.

تؤكد وثيقة البيع المختمة من المحكمة والموقعة من قبل الشهود والمبصمة أيضًا، حجم ما وصل إليه المواطن اليمني في عهد الحوثي، كما أن تفاصيل الصفقة التي جاءت في ورقة البيع مؤلمة؛ أن ينتهي الأمر بأب إلى بيع ابنته مقابل ديون كانت عليه صَعُبَ عليه تسديدها.

الصوَر ظلت شاهدة، وَثقت الحادثة وقت البيع ولحظة عودة ليمونة إلى أبيها بعد عام كامل من الغياب ومعالجة الأمر بشكل عرفي بعيدًا عن محاكم الحوثي التي تشجع على العبودية.

عودة ليمونة عودة الكرامة

عادت ليمونة إلى أبيها، لكن كرامة اليمنيين لم تعد بعد، ليتكشف للجميع الجهل الذي يمارسه زعيم المليشيا خلال 6 أعوام من الحرب، والمستقبل المجهول الذي ظلت تكرسه وتعمل على ترسيخه مجاميع مسلحة وهمجية.

لقد خرجت من محافظة إب قصص وحوادث لم تكن لتخطر على بال، بسبب الفقر والجوع وهيمنة جماعة الحوثي على الناس والدوائر الحكومية الأمنية والقضائية والأماكن الإيرادية.

يقول أحدهم، "وثيقة عليها ختم محكمة الاستئناف الخاضعة لحكم الحوثي، تصدم المشاعر وتذهل العقل، لأب باع ابنته لشخص آخر بسبب عجزه عن تسديد ديونه".

يضيف "المشكلة ليست في الحركة الحوثية العنصرية التي تشجع العبودية، بل في الناس الذين يُعلقّون الأمل على إمكانية التعايش مع هذه الجماعة".

مسؤولية الحوثي.. ومعارك الوهم المتطرف

بعد يومين من مقتل أم الأبناء الأربعة في العدين، وبعد يوم من ظهور حادثة “ليمونة ياسر”، أقام الحوثي حفلا قال إنه للترويج السياحي في إب، وفيه أثار وكيل المحافظة ضجة كبيرة، وأوقف الحفل قائلا إن مشاركة طفلات في إحدى فقرات الحفل “جريمة أخلاقية”.

امرأة "العدين".. الوحشية والعنصرية تجتمعان في جريمة الحوثيين بإب

هكذا استطاع الحوثي ومن يقف خلفه أن يسوق الوهم أوساط الناس، وأن يبيع الدين الخاص به؛ في مشهد مسرحي جعل من واقعنا البائس مجرد صهريج مليئ بحممٍ أوقدها القابع خلف الشاشة وظل يغذيها بخطابات لا تطعم جائعًا ولا تعيد كرامة مهدورة.