صنعاء.. الحوثي يرهب المتخوفين من كورونا ويجمع مساعدات لمواجهة مرض ينكر وجوده
السياسية - Monday 04 May 2020 الساعة 07:59 pm
رغم تحذير مصادر طبية من احتمالات وجود حالات مصابة بكورونا في عاصمة سلطة الحوثي، صنعاء، فإن الذراع الإيرانية أصرت على التعامل معها كحالات مصابة بحمى ما يعرف بفيروس "المكرفس"، مع قيامها بحجر بعض الحالات في فندق موفمبيك الذي استولت عليه قبل فترة وجيزة واعلنت تحويله إلى حجر صحي.
وتقول المصادر الطبية: إن "مليشيا الحوثي نقلت 3 حالات مؤكدة من مستشفى الجمهوري إلى فندق موفمبيك".
وأضافت إن هناك 7 حالات مصابة بمستشفى الكويت، وان حالة مؤخرا تم اكتشافها في حي السنينة، وتم حجر ذويه وجيرانه في منازلهم.
ومع إنكار الحوثي للوباء فقد رصدت المصادر الإعلامية تحركات على الأرض تخالف الادعاءات.. ومنها أن "أطقما أمنية تابعة لأمانة العاصمة أغلقت، الأربعاء الماضي، سوق باب السلام بصنعاء القديمة أشهر أسواق المدينة.
وبحسب المصادر، فقد معنت تلك القوات المواطنين من الدخول أو الخروج من السوق والاحياء المجاورة له بعد الاشتباه بوجود حالات كورونا، وقامت بتعقيم الشوارع والازقة.
والامر ذاته وفقا للمصادر تكرر في الأيام القليلة الماضية في أحياء بالحصبة وأسواق شميلة جنوبي المدينة.
وكل هذه الاحداث تؤكد شكوك كثير من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من أن تلك الإجراءات تؤكد على وجود حالات الإصابة في صنعاء وسط تكتم شديد من قبل حكومة الحوثي.
وطالبت اللجنة الوطنية لمكافحة كورونا عبر المتحدث باسمها "مكتب الشؤون الإنسانية ومنظمة الصحة العالمية الضغط على المليشيات الحوثية لتشارك المعلومات بشفافية مطلقة والكشف عن الحالات الموجودة لديهم، انطلاقاً من المسؤولية الأخلاقية ومن أجل حماية المواطنين اليمنيين".
وكان وزير الإعلام، معمر الارياني، قد حذر من تسييس مرتزقة إيران "المليشيا الحوثية" لملف وباء كورونا المستجد واخفائها لحجم الإصابات في مناطق سيطرتها.
وقال وزير الاعلام، إن "المليشيا الحوثية تخفي حجم الاصابات بفيروس كورونا وتمارس الضغوط على الطواقم الطبية في مستشفيات العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرتها لعدم نشر الحقائق وتجبرها على تشخيص الحالات على انها ناتجة عن إصابة باوبئة وفيروسات أخرى"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".
وأضاف الارياني: إن "المليشيا الحوثية تتعمد اخفاء اعداد الاصابات الحقيقية بفيروس كورونا للاستمرار في نهب المساعدات الدولية والتنصل من مسئولياتها في حماية ملايين المواطنين في مناطق سيطرتها، والتهرب من الضغوط الدولية الرامية لوقف إطلاق النار من قبل المليشيا وتوحيد الجهود لمواجهة الفيروس".
ووجه الارياني نداءً عاجلاً للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للتدخل والضغط على المليشيا الحوثية لكشف الارقام الحقيقية للاصابة بالفيروس ومكاشفة الرأي العام والتعامل بشفافية مع كل المعلومات المتعلقة بالوباء حتى يتمكن المواطنين من اخذ احتياطاتهم وعدم تركهم ضحية الحسابات السياسية.
بدورها، أعربت وزارة الصحة العامة والسكان عن قلقها حيال المخاوف التي أبداها مكتب منسق الأمم المتحدة من إمكانية تفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون، وان مليشياتهم تتكتم على مثل هذه الأمر بالغ الخطورة، بما بات معروفاً عنهم عدم اكتراثهم بالجانب الإنساني وحياة اليمنيين.
وقالت الوزارة في بيان لها: "تابعت وزارة الصحة، باهتمام بالغ البيان الصادر مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن يوم الثلاثاء، والذي أفصح عن مخاوفه من تفشي مرض كورونا المستجد في اليمن واحتمالية أن يكون قد انتشر في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة دون اكتشافه".
واستغربت الوزارة في ذات الوقت تساهل مكتب منسق الأمم المتحدة في اليمن، في تعامله مع تصرفات ميليشيا الحوثي التي تهدد حياة الناس، واللغة الناعمة تجاه ما يمارسونه من تعتيم لا يتفق مع توجيهات منظمة الصحة العالمية.
وقالت "انطلاقاً من ادراك الحكومة لمسئولياتها الوطنية والإنسانية حيال تفشي هذا الوباء، فإن وزارة الصحة ملتزمة بالإعلان عن أي حالة يتم رصدها أو الاشتباه بها، كالتزام أخلاقي انتهجته اللجنة الوطنية للطوارئ، مدركين أن أول وسائل وقاية المجتمع في الشفافية والمصارحة، وهو ما دأبنا عليه منذ البداية".
وأضافت الوزارة "في حين أننا ما زلنا ننتظر ما سيقدمه مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن في مواجهة الجائحة فإننا سنبذل كل الجهود مؤملين تقديم الدعم والمساندة، كما تقع عليهم مسئولية في توضح ما يحدث، وتحميل مليشيا الحوثي المسئولية عن نتائج تكتمها، لما قد يخلفه من كارثة إنسانية، والعمل على بحث الحالات المشتبهة ومصارحة المجتمع والتوضيح للرأي العام، وضمان عدم تسييس الوباء أو التعتيم على الإصابات".