الزُبيدي يعيد توجيه بوصلة الصراع نحو الشمال ويضع الحوثي في صدارة المعركة الوطنية
السياسية - منذ ساعة و 50 دقيقة
عدن، نيوزيمن، خاص:
في خطوة تحمل دلالات سياسية وعسكرية عميقة، أعاد عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس قاسم الزُبيدي، توجيه بوصلة الصراع الوطني نحو العدو الحقيقي المتمثل بالمليشيات الحوثية في الشمال، واضعًا حدًا لحالة التشويش التي طغت على المشهد خلال الفترة الماضية بفعل صراعات جانبية أضعفت الجبهة الوطنية.
وخلال لقائه بمحافظ محافظة ذمار اللواء محمد علي القوسي في القصر الرئاسي بالعاصمة عدن، قدّم الزُبيدي قراءة نقدية لمسار المعركة الوطنية، مؤكدًا أن قوى داخل إطار الشرعية تنصّلت مرارًا من واجبها الوطني في تحرير مناطق الشمال، رغم ما يعانيه السكان هناك من قمع وانتهاكات جسيمة تمارسها جماعة الحوثي منذ سنوات.
حديث الزُبيدي لا يقتصر على توصيف الواقع، بل عكس محاولة جادة لإعادة ترتيب الأولويات الوطنية، بعد مرحلة اتسمت بتبديد الجهود في صراعات داخلية، وزعزعة استقرار وأمن المحافظات الجنوبية، وهو ما استفادت منه المليشيات الحوثية لتعزيز نفوذها في المناطق الشمالية وإطالة أمد الانقلاب.
وأكد الزُبيدي أن هناك قوى وطنية مخلصة داخل مجلس القيادة الرئاسي عملت على التحضير لمعركة الخلاص، غير أن تلك الجهود اصطدمت، بحسب وصفه، بغياب القرار والمسؤولية لدى بعض القيادات التي فضّلت إدارة الأزمات بدل خوض معركة التحرير، وهو ما أفضى إلى إرباك المشهد وإضعاف الثقة الشعبية بمسار الشرعية.
وأشار إلى أن تلك القيادات اتجهت بدلًا من ذلك إلى اختلاق الأزمات وزرع الخلافات في الجنوب المحرر، وتركّت مسؤولية مواجهة العدو الحقيقي، ما أسهم في إرباك المشهد الوطني وإطالة أمد معاناة المواطنين في مناطق سيطرة المليشيات.
وجدّد عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التأكيد على أهمية تضافر جهود القوى الوطنية المنضوية في إطار مجلس القيادة الرئاسي من أجل تحرير مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، مشددًا على أن المعركة الوطنية لا تحتمل مزيدًا من التراخي أو التنصّل من المسؤوليات.
ودعا رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القوى الوطنية المخلصة في الشمال إلى توحيد صفوفها، ورفع مستوى الجاهزية، والاستعداد لخوض المعركة الفاصلة لتحرير الشمال من قبضة مليشيات الحوثي، مؤكدًا أن القوات المسلحة الجنوبية على أتم الجاهزية للإسهام بفاعلية في هذه المعركة الوطنية المصيرية.
ومثّل تأكيد الزُبيدي على جاهزية القوات المسلحة الجنوبية رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة، مفادها أن الإمكانات الميدانية متوفرة، وأن ما ينقص المعركة هو إرادة وطنية موحدة وقرار حاسم يعيد توجيه البنادق نحو الحوثي بدل استنزافها في معارك هامشية.
كما حملت دعوته للقوى الوطنية في الشمال إلى توحيد الصفوف والاستعداد للمعركة الفاصلة دلالة على سعيه لتجاوز الانقسامات المناطقية والسياسية، وبناء معركة جامعة تستند إلى شراكة وطنية حقيقية، يكون فيها تحرير الشمال أولوية لا تقبل التأجيل أو المساومة.
ويقرأ محللون الخطاب باعتباره محاولة لإعادة تعريف الشرعية السياسية والعسكرية، بوصفها فعلًا ميدانيًا مرتبطًا بتحرير الأرض وحماية المواطنين، لا مجرد إدارة سياسية معزولة عن معاناة الناس في مناطق سيطرة الحوثيين.
في المحصلة، يعكس تحرك الزُبيدي توجهًا واضحًا لإعادة تصويب المسار الوطني، ووضع الصراع في إطاره الصحيح: معركة وجودية ضد مليشيات انقلابية، لا تحتمل الانقسام أو إضاعة الوقت، في ظل تعقيدات إقليمية ودولية تجعل من الحسم الداخلي شرطًا أساسيًا لأي تسوية مستقبلية.
>
