ووهان الصينية تتخلص من قيود كورونا وعشرات الآلاف يبتهجون بإنهاء عزلتهم

العالم - Wednesday 08 April 2020 الساعة 07:30 pm
نيوزيمن، وكالات:

توقعت السلطات الصينية مغادرة أكثر من 50 ألف شخص مدينة وهان بعد رفع الإغلاق عنها والذي استمر لأحد عشر أسبوعا.

وفي الوقت ذاته فرضت الصين حظرا على إقليم في شمال البلاد وسط مخاوف من عودة الفيروس.

وأظهر عشرات آلاف الصينيين فرحة عارمة خلف الأقنعة الواقية وهم يغادرون ووهان اليوم الأربعاء بعد رفع الإغلاق الشامل الذي فرض لمدة 76 يوما على المدينة التي ظهر فيها فيروس كورونا المستجد أول مرّة.

واكتظت محطات القطارات والحافلات التي كان الهدوء يخيّم عليها قبل بدء الحشود بمغادرة المدينة التي تضم 11 مليون نسمة، بينما ارتدى بعض الركاب البزّات الواقية.

وتوقعت السلطات أن يغادر ما يقرب 55 ألف شخص ووهان الأربعاء على متن القطارات فحسب، وفق تقديرات الحكومة.

واكتظت الطرقات بالسيارات المتوجّهة خارج المدينة صباح الأربعاء بعدما أزيلت الحواجز على أطراف ووهان مع رفع الحظر على السفر منها عند منتصف الليل.

وعاودت العبّارات والقطارات وسيارات الأجرة عملياتها بينما أعيد فتح المطار للرحلات المحلية، في حين اصطف الركاب الذين ارتدوا بزات واقية حاملين أمتعتهم.

وأكدت وكالة أنباء الصين الجديدة أن نحو مئتي رحلة ستصل وتغادر المدينة الأربعاء.

وتعانق أفراد الطواقم الطبية بينما استعد بعضهم لتوديع المدينة عائدين إلى مدنهم.

- أول إغلاق في العالم -

وكانت ووهان أول مدينة في العالم تشهد إجراءات الإغلاق التي كانت غير مسبوقة في 23 يناير في محاولة للحد من تفشي الفيروس الذي كان لا يزال غامضا آنذاك.

وأفاد مسؤولون صينيون في مجال ضبط الأوبئة في يناير أن الفيروس انتقل إلى البشر على الأرجح من الحيوانات البرية في سوق بالمدينة يبيع هذا النوع من الحيوانات كطعام.

وسارعت باقي أنحاء مقاطعة هوباي للسير على خطا ووهان، فانقطع عشرات ملايين الناس عن العالم.

ومع تفشي الفيروس بشكل سريع في مختلف الدول فرضت حكومات عدة إجراءات مشددة مشابهة زجّت بنحو اكثر من ثلاثة مليار شخص في شكل من أشكال العزل.

لكن في حين يزداد وضع الوباء سوءا في أجزاء أخرى من العالم، ومع تجاوز حصيلة الوفيات العالمية بالفيروس 80 ألفا، يبدو أن إجراءات العزل آتت أكلها في ووهان وباقي الصين.

وأعلنت السلطات الصينية رسميا تراجع عدد الوفيات والإصابات في الأسابيع الأخيرة.

ولم يفوّت الحزب الشيوعي الحاكم، الذي اتّهم بالتعامل ببطء مع الأزمة ومحاولة التعتيم على تفشي الفيروس في البداية، الفرصة للإشادة بالنجاح الهائل الذي تم تحقيقه في جهود احتواء الفيروس.

ودوت عبارة "ووهان تستحق بأن يطلق عليها مدينة الأبطال" من مكبرات الصوت في إحدى محطات قطارات المدينة الأربعاء.

وقال رجل يبلغ 21 عاما وعرّف عن نفسه باسم ياو "خسرت ووهان الكثير جرّاء هذا الوباء، ودفع أهاليها ثمنا باهظا".

لكنه أضاف بينما كان يستعد للعودة إلى عمله في مطعم بشنغهاي "بما أنه تم رفع الإغلاق الآن، نحن سعداء للغاية".

- "لا يعني الخروج عن السيطرة" -

وبدأ تخفيف القيود على سكان هوباي، حيث سجّلت معظم الوفيات التي أعلنت عنها الصين رسميا، قبل نحو أسبوعين.

لكن السلطات انتظرت حتى الأربعاء للسماح بعودة حركة السير إلى طبيعتها من ووهان وسط مخاوف في باقي مناطق الصين من أن يشكل القادمون من المدينة مصدر خطر.

وكانت هذه المخاوف جلية في أنحاء ووهان رغم الصخب الذي جلبه حماس الناس للمغادرة.

في محطة قطارات هانكو في المدينة، مرّ رجل آلي بين الحشود ورش على أقدام الموجودين مواد معقمة، مكرّرا تسجيلا صوتيا يذكّرهم بارتداء الأقنعة الواقية.

وتم كذلك قياس حرارة الركاب وإظهار "تصنيف صحي" أخضر على هواتفهم النقالة يدل على أنهم أصحاء وبإمكانهم السفر.

وتعتمد الموافقة على "التصنيف الصحي" للشخص على إعلان الحي الذي كان يقيم فيه خاليا من الفيروس.

وسيخضع الكثير من القادمين من ووهان كذلك لحجر صحي لمدة أسبوعين في المحافظات التي يصلون إليها.

وأعلنت مقاطعة جيجيانغ في شرق البلاد أنها ستجري فحص حمض نووي لجميع الواصلين من ووهان خلال الأسبوعين المقبلين للتأكد من أنهم لا يحملون الفيروس.

وستبقى كذلك قيود عدة على الحركة داخل المدينة شاسعة المساحة لحمايتها من موجة ثانية من الإصابات.

وحذّرت صحيفة الشعب الحكومة "بيبلز ديلي" الأربعاء من أن رفع تدابير الإغلاق "لا يعني الخروج عن السيطرة".

وأفاد مسؤولون أن المدارس في ووهان ستظل مغلقة بينما صدرت دعوات تحضّ المواطنين على عدم مغادرة المدينة أو حتى الأحياء التي يقطنون فيها.

وقال المسؤول في مكتب الأمن العام في ووهان يان كيان شنغ للصحافيين الأربعاء إن "إنهاء الإغلاق لا يعني وقف تدابير مكافحة الفيروس التي فرضناها".

وتقدّر الحكومة بأن العمال يشكلون نحو نصف الأشخاص الذين يتوقع أن يغادروا الأربعاء في طريقهم إلى مقاطعة غوانغدونغ ذات الأهمية الاقتصادية.