"التحالف" يعيد اكتشاف "الحلفاء" في اليمن: مع صنعاء أم ضد عدن؟!

الجنوب - Sunday 15 March 2020 الساعة 09:56 pm
نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

بحسب استخلاصات مهمة، مثَّل الفاصل الأخير من السجال والتصعيد الإعلامي باتجاه عدن والجنوب، فرصة ثمينة للسعودية، كانت تحتاجها وربما أرادتها (..)، لتعرف اتجاهات الرياح لدى قوى رئيسية وفاعلة في الشرعية اليمنية وأطراف نافذة تحتكم على مصادر ومسارات القرار والسياسات التي تأخذها الشرعية تجاه الموقف من التحالف ومن الحرب عامة.

الإحماء الشديد والتصعيد الإعلامي المبالغ وتجييش المشاعر والخلايا الإليكترونية على جبهات مواقع التواصل الاجتماعي، بصورة مكثفة ولافتة خلال يومين، انحرف بالأنظار والأولويات دفعة واحدة إلى معركة مفتعلة تماماً (..) صوب ومع عدن والجنوب، على حساب واجبات الجيش والجبهة الوطنية اليمنية بإزاء المخاطر الحقيقية التي تتهدد مأرب، بينما معارك استعادة الجوف وضعت أوزارها بدون تفسير واحد معلن، وأما نهم فلم يعد أحد يذكرها أو يتذكرها.

سمح هذا الحيز من الوقت والأداء بالحصول على إفادات مهمة يحتاجها في هذا الوقت أكثر من مركز وموقع؛ راسم السياسات، وصانع القرار، والمحلل الاستراتيجي، فضلا عن قيادة التحالف في الرياض.

وغداة حملة التعبئة المبالغة والفجّة والتحشيد الجبهوي جنوباً، جاء تصريح المتحدث باسم قوات التحالف العربي، الأحد، ليقوض الأساسات التي بنيت عليها الحملة، نافياً صحة وجود أي شرخ بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات التحالف، وقال العقيد المالكي، إن اتفاق الرياض دخل المرحلة الثانية لتنفيذه، ومؤكداً العمل على تذليل جميع الصعاب أمامه.

وبالإصغاء إلى ما يقوله/ يدونه، همساً، قلة من المحسوبين، عن معرفة ودراية، على مراكز ودوائر السياسة والقرار، فإن الحصيلة المستفادة في قسطها الأول تؤشر إلى مزالق وعرة ومسالك خطرة، يندفع نحوها الجمع الغفير من عمال التعميمات ومطابخ التوجيهات، التي يبدو أنها فقدت حاسة الحذر وتخلت عن الحساسية تجاه محاذير الانكشاف الفاضح.


تبعاً لذلك، كان هذا هو ما تبدّى، بوضوح وصراحة أكثر من المتوقع، خلال حملة عاتية عصفت بالإعلام وأغرقت منصات التواصل في ظرف ساعات، واختلقت من عدم واقعاً مزوراً يحشد ويحتشد لحرب وتوتر بل وانفجار وشيك لا محالة في مكان بعيد جداً عن جبهات ومواقع الحرب والقتال والاحتدام مع المليشيات الحوثية!

على الأقل تأكد يقيناً ومجدداً خطأ وخطر الانطواء على رغبة دفينة، سرعان ما تبرز وتعبر عن نفسها بأكثر من طريقة، إلى اعتساف الحرب ولي عنقها قسراً.. والرغبة السحيقة في إخلاء الجبهات الرئيسية والتخندق في جبهة حرب مفتعلة بالتموضع ضد الجنوب واستهداف عدن والانتقالي الجنوبي.

ويعني هذا بالضرورة؛ إعفاء الحوثيين، من متوالية الضغوط العسكرية، ومن وجوب إرهاق المليشيات تباعاً في الجوف لتقليص الخسائر واستعادة المناطق والمديريات، وإزاحة الخطر بعيداً عن مأرب والجوف وعن الحدود الشاسعة للمملكة.

بإيجاز شديد، لقد عبرت عن نفسها بعلانية غير مسبوقة، تلك النزوعات المفرطة والمتطرفة للقفز على كل الأولويات الاستراتيجية، إلى تسعير وإذكاء معركة خاطئة وخاسرة جنوباً، والارتداد عن أهداف التحالف ومعركة الشرعية، بما يمثل في المحصلة مكاسب ومنافع تصب في مصلحة المليشيات الحوثية وحدها.

تعيد.. وسوف تعيد الرياض مراراً.. الكشف عن حلفائها أو اكتشاف حقيقة التحالفات تحت مظلة التحالف: مع استعادة صنعاء؟ أم ضد عدن؟!