"صنعاء" سكان بلا وطن.. صراع الجشع بين المالك والمستأجر

السياسية - Thursday 13 February 2020 الساعة 10:50 am
نيوزيمن، عين من صنعاء:

الدولة والعاصمة والدنيا بكلها عند أم روان، هي "مأوى" أطفالها الأربعة.

نزحت هذه الأم المكافحة من تعز، حيث قُتل زوجها برصاصة قناص غادر.. وفي صنعاء استأجرت لها "دكاناً" بـ30 ألف ريال، هو ما يمكن لها جمعه وتوفيره.

غادرت تعز بعد أن باعت كل ما تملكه على أمل أن تجد في صنعاء عيشة كريمة وأربعة جدران تأويها وأولادها من العراء...
لم تجد في صنعاء سوى هذا الدكان الصغير الذي ميزته "أن به حمام"..

سارت الأيام وهي تكد وتكافح، توفر لأبنائها لقمتهم وإيجار "وطنهم"..

كانت ترى التزامها بالسداد أمراً كافياً للاستمرار في السكن.. وبدأت تحس بالأمان في صنعاء أفضل حالاً من تعز، هكذا حدثت نفسها إلى أن وجدت صاحب الدكان يطالبها بالخروج من "الدكان الوطن"..

قالت في نفسها إنها ستشتكي به لكنها فوجئت أنها أصبحت متهمة بأنها "خلية نائمة" فهي تتلقى مساعدات من منظمات مشبوهة، كلام كبير لا تعلم المرأة ماذا يعني..

لكنها أدركت أن عاقل الحارة وقسم الشرطة يقفون مع صاحب الدكان ربما لأن هناك من "عيدفع إيجار أكبر"..

لتجد نفسها في الشارع "ما فيش معي بلاد"، فالدكان هو كل "وطنها"..
فحين عادت في أحد الأيام لم تصدق ما حدث.. وجدت عفشها البسيط وأطفالها في الشارع، وباب الدكان مغلقاً بقفل بعد أن استغل هذا المالك غيابها بدون أي رادع... بالطبع فهو أبو المجاهدين كما يسمونه.

زيارة واحدة للمحاكم وأقسام الشرطة في صنعاء ستعرفك بملف جديد يكبر في "صنعاء" كالسرطان هو صراع المُلاك مع المستأجرين في ظل هذا الواقع الصعب على الرجال فما بالكم بالنساء.

في صنعاء... كثيرة هي القصص المتعلقة بمعاناة المواطنين مع مُلاك العقارات السكنية في ظل جبروت أطلقته جماعة الحوثي لاستخدام القهر والسلطة..

جماعة تبحث، فقط، عن ما يجب على الناس من أعباء، ولا يهمها انقطاع الرواتب، وتقلص فرص العمل في القطاع الخاص، وانعدام المشاريع وتوقف الاستثمارات، جفاف مصادر الدخل وسبله للفرد وكثير من الأسباب التي خلقت مشاكل مختلفة يحملها المواطن البسيط مثقلاً على عاتقه جعلته يقف عاجزاً أمام الوفاء بالتزاماته أهمها الإيجار.

صنعاء مسكونة بالوجع.. وتنتظر من يرى ويسمع..