جيش الإخوان.. إخضاع قبائل مأرب يبدأ بالحرب على عبيدة
السياسية - Thursday 28 November 2019 الساعة 09:56 pm
سعرت دولة الإخوان المسلمين في مأرب هجومها على قبيلة آل مثنى عبيدة.. بحملة عسكرية وأمنية وقصف مدفعي عنيف، خلال الأيام الماضية، على خلفية مطالبة أحد شيوخ القبيلة بتعويض من الشرعية عن ممتلكات طالها قصف جوي للتحالف بإحداثيات رفعتها الشرعية، حسب رد التحالف على طالب التعويض هادي بن حسين.
نفذ آل مثنى قطاعا قبليا في العرقين شرق مأرب للضغط على السلطة في مأرب، غير أن الرد من قبل جيش الإخوان كان سريعا وعنيفا أيضا وتجاوز كل الحدود إلى شن حرب شرسة على القبيلة ومناطقها.
تسعى دولة الإخوان المسلمين في مأرب إلى تطويع قبيلة عبيدة وإخضاعها بالقوة، لأن الجنرال علي محسن الأحمر وقادة الإخوان يعرفون أن هذه القبيلة تمثل طرفا أصيلا في معادلة القوة القبلية بمأرب، وعليه يجب إزاحة هذه القوة وتحييد تأثيرها وحتى خطرها المستقبلي على بقايا النظام القديم الذين استوطنوا مأرب من قادة الفرقة والملتحقين بالجنرال العجوز.
استهداف عبيدة، التي تتربع على وادي مأرب وتقترب من المصالح النفطية في صافر، ليس نتيجة تطورات ما يحدث على الأرض بين القبائل ووحدات جيش وأمن دولة الإخوان، بل هو مخطط مرسوم لتفكيك هذه القبيلة وإزالة عوامل قوتها، حيث سبق أن تمت مهاجمة الأشراف الذين يرتبطون مع عبيدة بداعي القبيلة، وكذلك آل جلال وآل مثنى، وسيتواصل المخطط ما بقيت مأرب معقلا للإخوان جيشا وجناحا سياسيا واستثمارات ومصالح نفطية.
ولعل أقذر وسائل الإخوان المستخدمة في هذه الحرب على عبيدة هو لجوء الإصلاح وقادته إلى تكليف وحدات عسكرية وأمنية معينة تنتمي في تكوينها إلى قبائل مأربية ومنها عبيدة بمهمة إعلان الحرب على آل مثنى لإحداث صراعات وعداوات قادمة بين المكونات القبلية في مأرب.
وهذا المخطط هو المرحلة الثانية من مؤامرة تفكيك وإضعاف قبائل مأرب، فقد عمدت دولة الإخوان منذ بداية تشكلها في مأرب إلى توزيع قوة القبائل واشغالها بمحاور قتالية لإضعافها حيث ذهبت مرارا نحو جبهات البيضاء والجدعان في نهم وجهم في صرواح يقاتلون مليشيات الحوثي بينما يتفرغ الإخوان لإضعاف وإخضاع عبيدة كقبيلة ذات ثقل كبير وتاريخي.
تشاركت قبائل مأرب مجتمعة مهمة الدفاع عن مأرب، وسبقت جيش الإخوان وعلي محسن في التصدي لزحف مليشيات الحوثي، وقاتلت القبائل مع القوات الإماراتية والسعودية حتى تم دحر مليشيات الحوثي لتبدأ دولة الإخوان المسلمين بعد ذلك رحلة التآمر على مأرب كقبيلة وثروة.
مؤخراً عمدت دولة الإخوان إلى إثارة نزاعات على الحد القبلي بين القبائل والأملاك حيث منحت الأشراف، على سبيل المثال، تمليكاً بأرض محل نزاع مع آل جهم منذ سنوات، وذلك لمزيد من إشعال الصراعات بين المكونات القبلية في المحافظة.
الشيخ ذياب بن معيلي أحد رموز عبيدة القبلية ومأرب بشكل عام، علق على حملة الجيش على قبيلته بقوله إن "إشعال الصراع في المناطق الآمنة والآهلة بالسكان واستخدام العنف المفرط يأتي في خدمة المشروع التدميري للوطن لفرض واقع جديد" معتبراً ذلك "هو مؤشر لفشل أكبر".
الحرب على آل مثنى لن تكون الأخيرة، لأن في جعبة الإخوان ألف مبرر لإشعال الحروب ضد القبائل وتنفيذ مخططهم بالسيطرة على مأرب وإضعاف كل القوى المجتمعية الحية التي يؤطرها التكوين القبلي منذ عقود سحيقة من الزمن.