ياجور وطين وأعواد صراب وساج مزخرف في بناء بيت الحاج علي المخاوي (الحلقة 2)
المخا تهامة - Sunday 10 November 2019 الساعة 07:39 amبدأ الحاج علي يستعيد ذكرياته حول بناء منزله المخاوي ومواد البناء المستخدمة، والكيفية التي بنى بها منزله، حتى دعم أصدقائه له في البناء من شانكر الهندي والمسيحي بطرس واليهودي بنيامين وغيرهم من الأصدقاء المخاويين.
عندما بدأت ببناء البيت، حفرت له أساساً بعمق متر، ووضعت له مدماكاً بعرض 70 سم وألقيت في حفرة الأساس الحجر الأسود الحبشي.
> حديث الذكريات مع الحاج علي المخاوي
وكان الأسطى حينها، يضع فرشة من الأحجار وفرشة من الطين اليابس حتى إذا بدأ يظهر جدار البيت على الأرض كان الأسطى يكسر ويعدل في شكل الأحجار حتى تبدو مربعة الشكل ومستطيلة.
ويضعها في خطين متقابلين ويضع بين صفي البناء الاشلاف والطين الرطب الممزوج بالماء بطول يرتفع عن الأرض بنحو متر.
ثم البدء ببناء أحجار الياجور المستطيلة الشكل برصها إلى جنب بعض ويضع من أسفلها وأعلاها وبينها الطين الممزوج بالمخا، وظل يبني جدار البيت إلى ارتفاع أربعة أمتار حتى يصل إلى السقف.
وكان الاسطى يبني السقف بطريقة جيدة ومتينة، كان يضع المرابيع من الساج المزخرف من اسفل، وبعدها يضع أعوادا تسمى بالصراب شبيهة بأعواد قصب السكر إلا أنها صماء.
ثم كان يأتي بالصرف المصنوعة من عسيف الأشجار والدوم ويضعها فوق الصراب.. ثم يأتي بفرشة من الطين الجاف ويفرشه فوق الصرف، ويخلط الطين الممزوج بالروث وبنيس البحر والنورا وبعض الحصا ويضعها فوق الطين، فيتحول السقف إلى كتلة صماء تمنع دخول الماء منه.
كان بيتي يحتوي على مخزن، (غرفة النوم)..
وكم من مجهود بذله الاسطى من أجل إضافة الطين الممزوج بالروث والنورا إلى السقف من أسفل حتى لا يظهر الصراب، وكان يقوم بإضافة النورة فوق المعجون السابق حتى يبدو باللون الابيض.
أما المخزن فقد وضع لي فيه رفوفا على جميع الجدران على ارتفاع ثلاثة امتار للمخزن، ووضع لي ثلاثة صفوف من الطاقات الصغيرة كل صف يحتوي على ثلاث طاقات صغيرة والعديد من الطاقات المنفردة.
وفي إحدى زوايا المخزن بنى لي غرفة صغيرة (الخزانة)، وفي أحد الجدران صنع لي طاقة بعمق ثلاثين سم وباب يغلق بمتاح كنا نسميه الخردستان لأضع فيها حاجياتي المنزلية من الأشياء الثمينة.
وبنى لي أمام المخزن "الصفة" بباب كبير مقوس وبنى لها سقفا مثل سقف المخزن، كما بنى لي دارة أمام المخزن والصفة استخدمها للنوم في الصيف، ووضع لي حسي لابرح منها الماء.
وفي أحد أركان الدارة بنى لي مطبخا و"زولي" (حمام).
*...يتبع، في الحلقة القادمة سيحدثنا الحاج علي عن الفرق بين البيوت المخاوية ذات طابع الدوري وذات طابع القصور