قناص الحشد الإصلاحي يقتل شقيقين.. ثالثهما يحكي: سمعت أخي يوصيني بأبي وأمي

متفرقات - Wednesday 27 March 2019 الساعة 06:44 am
تعز، نيوزيمن، رضوان الحاشدي:

قصة ثلاثه أخوة في المدينة القديمة، استشهد منهم اثنان ونجا الثالث، مع قناص مجمع ثانوية تعز الكبرى الكائنة في حي الجمهوري..

هذه قصة ليست من نسج الخيال، أو مصطنعة أحداثها، أو فيلم أكشن.. بل حقيقة جرت أحداثها فى وادي المدام.. بطلها قناص ليس حوثياً وإنما تعزي يعرف حواري المدينة القديمة.

بداية أحداث القصة

بدأت مع بداية الهجوم على المدينة القديمة من محاور عدة من قِبل من تسمي نفسها لجنة أمنية.. ضربت المدينة القديمة من كل مكان مطل عليها: من الأمن السياسي، والسراجية، والقاهرة، وفندق الأخوة البي أم بي، ومجمع ثانوية تعز الكبرى محور قصتنا.

قناصة..

تحدث أمجد عبد الناصر عبد الغفور رشدي، عن تفاصيل مقتل أخويه، قائلاً: كان أخي هشام ذاهباً إلى بيته في وادي المدام، ولم يكن له صلة بالقتال الدائر في المدينة القديمة..
يضيف: أخي هشام مدني وليس عسكرياً، وﻻ ينتمي لأي طرف.. اللهم أنه من سكان المدينة القديمة.

وتابع أمجد حديثه: باغت قناص مجمع ثانوية تعز الكبرى أخي هشام بطلق ناري في جسمه، بدأ يصيح: اسعفونا، أنا مصاب. لم نعلم بأن هناك قناصاً في إحدى فتحات مجمع ثانوية تعز الكبرى المطلة على حارتي في وادي المدام.
كان أخي الآخر رشدي موجوداً.. حاول إنقاذ أخي هشام
بكل الطرق، ولكن القناص باشره وأرداه قتيلاً إلى جانب أخي 
هشام.. أصبح اثنان من الإخوة لدي قتيلين.

وتابع: رأيت المشهد والصراخ وانطلقت لإنقاد أحد إخواني لعله ما زال يتنفس، وعلى قيد الحياة، كان أصحاب الحارة يصيحون بأعلى صوتهم: ﻻ تذهب، هناك قناص سيقتلك..
لم أسمع صراخهم، وبدأت بسحب أحد إخواني.. انهالت ضربات القناص عليَّ. شعرت بالموت، واختبأت تحت إحدى السيارات التي كانت موجودة..
كثف القناص إطلاق الرصاص نحوي محاولاً قتلي بجانب أخوي.. استطعت أن أنجو بنفسي من تحت السيارة إلى الجهة التى ﻻ يستطيع القناص مشاهدتها..

كان أحد أخوي قبل موته يوصني بأمي وأبي وإخواني وزوجته وأطفاله..
قلت له لن تموت وستعيش معنا. 
ولكنه فارق الحياة فى حينه.

أخذته العَبَرة وسقطت الدموع من عينيه على أخويه.. وأكمل قائلاً: حاولنا أنا وأصحاب حارتي أن نسحب جثتي أخوي من مكان آخر ﻻ يستطيع القناص أن يقنصنا.. استطعنا ذلك رغم القنص الذي كان ينهال علينا..
جهزنا أخوي للدفن في مقبرة وادي المدام وأحضرناهما للصلاة عليهما في المسجد.

فجأة أحدهما (هشام) يتنفس.. صاح أحد الإخوة: ما زال 
هشام حياً.. فرحنا وقمنا بإسعافه إلى أحد المستشفيات..
وأثناء كشف الطبيب عليه قال لنا: لماذا لم تسعفوه في وقته؟! 
قلنا لم نستطع من شدة الضرب على المدينة وحصارها من جميع منافذها.
قال: ﻻ أستطيع أن أعمل لكم شيئاً.. مات أخوكم بسبب النزيف الداخلي الحاد وتأخركم في إيصاله إلى المستشفى..

رحمة الله على هشام ورشدي ابني عبدالناصر عبدالغفار..
ذنبهما الأوحد أنهما من أبناء المدينة القديمة التي شن عليها حرب إبادة تصل إلى جرائم حرب..

غداً، بإذن الله، قصة يحيى الصنعاني، جار هشام ورشدي
الذي حاول إنقاذهما، ولكنه لقي حتفه معهما في نفس المكان 
من قناص مجمع ثانوية تعز الكبرى.

أخذنا صوراً لموقع الأحداث.. وموقع القناص في مجمع ثانوية تعز الكبرى.. وكيف تم استهدافهم في هذا المكان، وروايات شهود العيان لهذه الجرائم.