استطلاع ،أحمد الزيلعي، نيوزيمن:
كانت ولا تزال مدنية عدن مهوى أفئدة الناس، قاصدين زيارتها للسياحة والتعرف على مفاتنها والإستمتاع بمواطن الجمال فيها.
وفي المنظور القريب وتحديد مع اندلاع الإحتجاجات الشعبية التي أجبرت نظام الرئيس اليمني السابق على الرحيل عن الحكم وفقا لاتفاق تسوية سياسية رعتها دول الخليج العربية، تراجعت السياحة إلى تلك المدنية التي كانت مستعمرة بريطانية.
كاتب هذه المادة لم تكن له نية في زيارة المدينة والسبب كان بالدرجة الأولى مخاوف أمنية، ونصائح قدمها طواعية بعض الأصدقاء من أن الأوضاع في عدن لم تكن كسابق عهدها، حيث يتم الحديث عن مضايقات يتعرض لها زائرو عدن من المحافظات الشمالية للبلاد لكني وضعت تلك النصائح بالقرب مني وقررت اللقاء بعدن على أية حال.
وخلال اليوميين الماضيين التي زرت فيها مناطق مختلفة من المدينة لم تواجهني نصائح الأصدقاء ، وكل ما وجدته أفئدة ما يقال عن عدن ليس سوى إثارة إعلامية حسب وصف أحد مواطني عدن.
زوجتي وحين حدثتها عن قرب مغادرتنا المدنية الساحرة بدأ على وجهها وثغرها علامة التذمر، كيف لها أن تغادر المدينة ولم تشبع رغبتها في التمتع باللقاء الأول مع عدن.
حتى الطريق التي يخشى المسافرون منها في الطريق إلى عدن عبر محافظة الضالع، ويلجؤون إلى التحول إلى تعز، يؤكد سكان محليون أن كل ما يثار من مخاوف لا أساس له من الصحة، لكنهم مع ذلك يظهرون مصداقيتهم والإغتراف بوجود بعض المشاكل ينفذها ضعاف النفوس.
سألت أحد الموظفين في المنشاءات السياحية على ساحل أبين عن وضع السياحة في عدن في الوقت الراهن، وكان في إجابته متفائل مؤكدا بأنهم " مرتاحين " للوضع الحالي، مقارنة بما عليه الوضع مع اندلاع الثورة الشعبية قبل عامين.
ويشير الموظف الذي طلب عدم ذكر اسمه بأنه وضع السياحة وتوافد الزوار إلى عدن شهد خلال الفترة التي رافقت اندلاع الثورة تراجعا كبيرا سواء على مستوى الزيارة المحلية أو زيارة سياح من دول الخليج، مرجعا التراجع إلى ما ينشره الإعلام من أخبار وأنباء عن مشاكل أمنية.
ونفى في هذا الشأن وجود حالات لقطع الطريق أو اعتراض أي مواطن أو سائح من قبل جماعات الحراك، لكنه أشار إلى حدوث بعض الحالات يقوم بها ضعاف النفوس.
وبين أن حركة السياحة إلى عدن تشهد إقبالا كبيرا من زوار قادمون من محافظات في شمال البلاد وتحديدا صنعاء وتعز وإب والبيضاء إلى جانب زوار من حضرموت وشبوه والمهره، في حين أن أعداد الزوار القادمين من دول الخليج شهد تراجعا وانحسر إلى النصف بسبب المخاوف الأمنية.
لكن النظرة التفاؤلية لصديقي الضالعي، يقابلها نظرة تشاؤميه لبعض مالكي محال تجارية، من سكان محافظات الشمال حيث التقيت في جولتنا بمدينة خور مكسر بأحدهم والذي في حديثه حالة من التذمر وعدم رضاه بالوضع الحالي الذي قال إنه تغير كثيرا عن سابق عهده.
صديقنا الشمالي والذي يملك محلا لبيع الملابس الجاهزة أكد أنهم يواجهون مضايقات خاصة يومي السبت والأربعاء الذي يشهد دعوات للإضراب من قبل بعض جماعات الحراك.
ويضيف أن كثيرا من مالكي المحال التجارية من سكان المحافظات الشمالية بدأو بنقل استثماراتهم إلى مناطق أخرى وخاصة إلى محافظة الحديدة.
ومهما يكن فإن الأمل معقود على جماعات الحراك بأن تعمل على إبقاء عدن قبلة السياحة الأولى لكل اليمنيين، وتعلن رفضها لكل المحاولات التي تسيء إلى سمعة مدينة الأحلام.