اتحاد الآثاريين العرب يُكرّم الباحث اليمني عبدالله محسن بجائزة حماية الآثار

السياسية - منذ 16 دقيقة
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

حصد الباحث اليمني المتخصص في شؤون الآثار عبدالله محمد محسن تكريمًا عربيًا جديدًا، بعد فوزه بجائزة الاتحاد العام للآثاريين العرب وجائزة الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان في مجال حماية المواقع والمباني الأثرية من مخاطر النزاعات المسلحة. 

وجاء الإعلان عن فوزه خلال الحفل الذي نظمه الاتحاد في مصر، التابع لاتحاد الجامعات العربية بالأردن، والذي يعد من أبرز الأطر الأكاديمية العربية المعنية بدعم البحث والتراث.

وضمّت الجائزة أربعة أقسام، فاز في أولها هيئة الشارقة للآثار، بينما نالت جمعية مياسم للثقافة والفنون في غزة الجائزة الثانية، في حين تقاسم عبدالله محسن من اليمن والدكتور خالد سعد من مصر جائزة القسم الثالث الخاصة بدرء المخاطر عن المواقع الأثرية، فيما مُنح القسم الرابع للمهندس السوري طارق طلال عن مشروع إعادة إعمار مدينة حلب القديمة

وأعرب محسن عن تقديره لكل من أسهم في دعمه العلمي والمهني، موجهًا شكره للدكتور منير العريقي، وللأستاذ محمد سبأ الذي تسلّم الشهادة نيابة عنه، مؤكدًا أن الحفاظ على آثار اليمن "مسؤولية جماعية" تتطلب وعيًا شعبيًا ومؤسساتيًا واسعًا.

ويُعدّ عبدالله محمد محسن واحدًا من أبرز الأصوات اليمنية المعنية بحماية التراث والآثار خلال سنوات الحرب، إذ كرّس جهوده لرصد الانتهاكات التي طالت المواقع التاريخية، وتوثيق عمليات التهريب والاتجار غير الشرعي بالقطع الأثرية اليمنية. وقد اشتهر بقدرته على تتبّع القطع المنهوبة التي تظهر في المزادات العالمية، وتقديم بلاغات وتحقيقات موثّقة ساهمت في استعادة عدد منها أو إيقاف بيعها.

ويتميز محسن بخبرة واسعة في قراءة النقوش، وتحليل المخطوطات، وتتبع الأصول التاريخية للمكتشفات الأثرية، الأمر الذي جعله مرجعًا رئيسيًا للباحثين والمهتمين بتاريخ اليمن القديم. كما أسهم عبر عشرات الدراسات والمقالات في تعزيز الوعي المحلي والدولي بقيمة التراث اليمني، وفي كشف حجم الأضرار التي طالت المدن التاريخية والمواقع الأثرية خلال سنوات الصراع.

ويمثل تكريمه الأخير اعترافًا بدوره الريادي كواحد من "حراس الذاكرة اليمنية"، ورسالة تقدير لمسيرة طويلة بذل خلالها كل ما بوسعه لحماية إرث اليمن الحضاري، وتذكيرًا بأهمية الجهد الفردي في الحفاظ على تاريخ تتقاسمه الأجيال. وبذلك يُكرّس محسن حضوره كباحث استثنائي يحوّل المعرفة إلى موقف، والدراسة الأكاديمية إلى واجب أخلاقي تجاه وطن مأزوم يحتاج إلى من يدافع عن روحه وهويته.