الحكومة: ازدواجية المعايير شجعت الحوثي وفتحت الباب لإيران لشرعنة الفوضى

السياسية - Friday 31 October 2025 الساعة 10:13 pm
المنامة، نيوزيمن:

أكدت الحكومة اليمنية أن ميليشيا الحوثي الإرهابية لا تمتّ للوطنية بصلة، وأنها ليست سوى خلية زرعتها إيران في الجسد العربي لتمزيق نسيجه الداخلي وتهديد أمنه واستقراره، محذّرة من خطورة التراخي الدولي في مواجهة الجماعة وما تمثله من تهديد للأمن القومي العربي والملاحة الدولية.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني خلال مشاركته في أعمال الدورة الحادية والعشرين من مؤتمر الأمن الإقليمي (حوار المنامة). وأضاف: هذه الخلية الإيرانية تعمل وفق أيديولوجية طائفية لا تمتّ للوطنية بصلة، ولا تمتلك مشروعاً لبناء الدولة أو خدمة المواطن. 

وقال: " أن الأزمة اليمنية لم تعد شأناً داخلياً، بل تحولت إلى تهديد حقيقي للسلم والأمن الدوليين". مشيرًا إلى أن ما يجري في اليمن يمثل نموذجاً صارخاً لتقويض النظام الدولي، عبر جماعة مسلحة خارجة عن القانون تتلقى الدعم والتمويل والتسليح من قوى إقليمية تسعى لفرض نفوذها عبر الفوضى والدمار.

وأوضح وزير الخارجية أن المفارقة المأساوية تكمن في أن جماعة متمردة تمتلك صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، بينما الحكومة الشرعية لا تمتلك منظومة دفاع وطني متكاملة، معتبراً أن هذا الواقع يعكس خللاً صارخاً في ميزان العدالة الدولية وتناقضاً واضحاً في مواقف المجتمع الدولي.

وأشار الزنداني إلى أن تراخي المجتمع الدولي في تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها القرار 2216، منح إيران مساحة أكبر للتدخل في الشأن اليمني، وأتاح للحوثيين التمادي في سياساتهم العدوانية. وقال: "حين تُهاجم أكثر من مئتي سفينة في البحر الأحمر ويُهدَّد الاقتصاد العالمي، ولا يُصنَّف الفاعل كمنظمة إرهابية، فهذه ليست سياسة، بل ازدواجية في المعايير وشرعنة للفوضى."

وأكد أن هذه الازدواجية شجعت الحوثيين وفتحت الباب أمام مزيد من التمدد الإيراني على حساب الأمن القومي العربي والأمن البحري الدولي، محذّراً من أن السكوت الدولي عن جرائم الحوثيين يهدد النظام العالمي برمّته.

وبيّن وزير الخارجية أن الحكومة اليمنية تتعامل بإيجابية مع كافة الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الحرب، بما في ذلك جهود الأمم المتحدة والمبادرات السعودية والعُمانية، غير أن ميليشيا الحوثي اختارت نهج التصعيد وعرقلة تلك المسارات، خصوصاً بعد تصعيدها الأخير في البحر الأحمر الذي أدى إلى تعطيل المبادرات الإنسانية والسياسية.

واختتم الوزير الزنداني كلمته بدعوة المجتمع الدولي إلى اتخاذ مواقف أكثر جدية في دعم الحكومة اليمنية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، مؤكداً أن اليمن لا يسعى إلى الحرب بل إلى سلامٍ عادلٍ ومستدام يقوم على استعادة مؤسسات الدولة واحترام مبادئ القانون الدولي. وقال وزير الخارجية: إن السلام في اليمن ليس ترفاً سياسياً بل ضرورة استراتيجية لاستقرار المنطقة والعالم بأسر.