توحيد الخطاب الديني.. سلاح ناعم في مواجهة الفكر الطائفي الحوثي
السياسية - منذ ساعتان و 26 دقيقة
المخا، نيوزيمن، خاص:
أكّد مسؤولون دينيون ومحليون أن معركة اليمنيين اليوم مع ميليشيا الحوثي الإرهابية لم تعد تقتصر على ميدان السلاح، بل أصبحت معركة وعي وفكرٍ وهوية، تهدف إلى حماية المجتمع من محاولات "التشييع الإيراني" الذي تسعى المليشيا لفرضه في أوساط اليمنيين، مستغلة المنابر الدينية والتعليمية لنشر فكرها الطائفي الدخيل على قيم وهوية البلاد.
وشددوا على أهمية توحيد وترشيد الخطاب الديني في المساجد وتعزيز الوعي الديني والوطني لمواجهة المشروع الحوثي الإيراني. لافتين إلى أن "المعركة ضد المليشيا ليست مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة فكرية تتطلب موقفًا عقديًا ووعيًا داخليًا لدى المقاتلين والمجتمع"، وأن الخطباء والمرشدين والعلماء يتحملون دوراً محورياً في "بناء مجتمع متماسك يدافع عن قيم الاعتدال ويواجه الأفكار الضالة التي تبثها مليشيا الحوثي وحليفها تنظيم القاعدة".
مسؤولية مشتركة
جاءت هذه المواقف خلال اللقاء التشاوري للسلطة المحلية ومكاتب الأوقاف بمحافظتي تعز والحديدة، المنعقد في مدينة المخا برعاية الفريق الركن طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، قائد المقاومة الوطنية ورئيس مكتبها السياسي، وبإشراف وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد عيضة شبيبة، وحضور قيادات من السلطات المحلية ومكاتب الأوقاف والخطباء والمرشدين والدعاة.
وأكد المشاركون التزامهم بتوصيات الملتقى الأول للخطباء والمرشدين، الذي عقد في مارس الماضي، بعقد لقاءات موسعة على مستوى المديريات بمشاركة أركانات التوجيه والمرشدين في الألوية العسكرية، بهدف تفعيل رسالة المسجد وتوحيد صفوف الدعاة والخطباء في مواجهة الفكر الحوثي المنحرف، والتصدي للمغالطات الدينية والمذهبية التي تسعى المليشيا من خلالها إلى طمس الهوية اليمنية وتحويل المجتمع نحو التبعية العقائدية لإيران.
وشدد المجتمعون على أن مسؤولية الخطباء والمرشدين اليوم دينية ووطنية في آنٍ واحد، مؤكدين أن عليهم قيادة الجبهة الفكرية وحماية العقيدة، وتعزيز وعي المواطنين بصحيح الشرع، وتفنيد المزاعم التي يروج لها الحوثيون، لما تشكله من خطر بالغ على أجيال الأمة واستقرارها الاجتماعي والفكري.
ترويج للأكاذيب
وأدان اللقاء الاعتداءات الحوثية المتكررة على المساجد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم في صنعاء والحديدة وإب وذمار والبيضاء، واصفاً إياها بأنها جرائم ممنهجة تهدف إلى استبدال الفكر الوسطي المعتدل بالفكر الطائفي المستورد من طهران، وهو ما يمثل "تهديداً خطيراً لعقيدة الشعب اليمني وتعايشه المذهبي والسلم الاجتماعي".
كما عبّر المشاركون عن رفضهم لأساليب القمع والتمييز العنصري التي تمارسها المليشيا ضد العلماء والأئمة والدعاة، داعين أبناء اليمن إلى اليقظة وتوحيد الصفوف في مواجهة المخطط الحوثي الإيراني الذي يستهدف الدين والوطن والهوية، ومطالبين المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية بإدانة هذه الانتهاكات والمطالبة بإطلاق سراح المختطفين والمعتقلين من الأئمة والعلماء في سجون الجماعة.
ويؤكد الشيخ محمد سالم أن نظرة الحوثي منذ بدايته تقوم على اعتبار كل من يخالفه كافراً، وأن أموال وأعراض هؤلاء مباحة، مشيراً إلى أن العلماء والخطباء إلى جانب الأبطال في الجبهات يتصدون للمليشيا ويكشفون زيف فكرها الطائفي وزيف أفعالها.
وقال: إن المليشيا الإرهابية تروّج اليوم إشاعات مفادها أن مناطق المخا والساحل الغربي "محتلة من قبل الأمريكيين". واصفاً هذه المزاعم بأنها أشبه بـ"فتاوى" تبيح دماء أبناء البلد ونساءهم وأطفالهم. وأضاف أن المليشيا "لا تميّز اليوم بين سلفي أو إصلاحي أو مؤتمري، بل تستهدف الجميع"، مؤكداً أن المواجهة معها هي "معركة وجودية"

معركة وعي
من جانبه، أكد وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد بن عيضة شبيبة أن المعركة الراهنة ضد المليشيا الحوثية هي معركة وعيٍ ضد مخلفات الإمامة التي تمثلها الجماعة وتسعى لإعادتها بقوة السلاح، مثمّناً مواقف الفريق الركن طارق صالح الداعمة لجهود الوزارة في "خوض معركة الفكر والقيم إلى جانب معركة السلاح".
وقال الوزير في تدوينة على منصة "إكس" إن كلمة الفريق طارق خلال اللقاء "عبّرت عن وعيٍ عميق بحقيقة المعركة التي يخوضها شعبنا، إذ لم تعد مقتصرة على ميدان السلاح، بل هي معركة وعيٍ وفكرٍ وقيم تُصان فيها هوية اليمن من محاولات التزييف والتطييف والاستلاب".
وأضاف شبيبة أن وزارة الأوقاف والإرشاد تثمّن هذه المواقف الداعمة والمساندة لرسالتها في بناء الوعي ومواجهة التضليل الحوثي، مؤكداً استمرار الوزارة في تعزيز الشراكة مع مختلف مؤسسات الدولة وقواها الوطنية لخوض هذه المعركة الفكرية بروح موحدة وهدف واحد: حماية الدين والوطن والجمهورية من فكر الكهنوت وأدواته.
واختتم الوزير تصريحه بالتعبير عن شكره للفريق طارق صالح وكل رجال الدولة الذين يقفون "بصدق وإخلاص في وجه الكهنوت الحوثي ويسعون لتحرير اليمن من هذا السرطان الخبيث"، سائلاً الله أن يحفظ اليمن ويثبت خطى قيادته وجيشه ومقاومته في سبيل النصر والكرامة والحرية.
مخاطر كبيرة
وأكد الدكتور عبدالله أبو حورية، الأمين العام المساعد للمكتب السياسي، أن هناك مخاطر كبيرة تمثلت بـ"خرافة لولاية" التي تشبه حكم الإمامة، وأن نسختها الحديثة المتمثلة بالمليشيا الحوثية هي "حكم فردي استبدادي داخل اليمن وذات ارتباط خارجي بولاية الفقيه الإيرانية"، ما يزيد من خطورتها بشكل كبير.
وأشار أبو حورية في كلمته خلال اللقاء الذي حضره مديرو المديريات وممثلون عن مكاتب الأوقاف في المحافظتين، إلى أن المليشيا تعمل على زراعة فكر طائفي في المناطق المختطفة، ونشر الشائعات في المناطق المحررة، ولذلك يرتفع دور خطباء المساجد والمرشدين لكون لهم تأثير مباشر على الناس.
وأضاف: "معركتنا ليست معركة عسكرية فقط، بل سياسية وفكرية واقتصادية، ولن ننتصر إلا بالمعركة الفكرية التي أنتم قادتها"، مضيفاً: "أحب أن أبلغكم أنكم تحظون باهتمام شخصي من الفريق أول طارق صالح". ونوّه إلى أن الهدف الرئيسي هو استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب الحوثي، مؤكداً: "لا يواجه الفكر إلا بفكر، والحوثي وفكره على ضلالة ونريد أن نعرّيه من خلال كشف أكاذيبه".
وختم أبو حورية حديثه قائلاً: "نريد أن يتوحد الصف، وأن تكون جبهتنا واحدة، وألا ندخل في المهاترات الإعلامية والسياسية، وأن يكون قلبنا على مأرب وتعز والضالع وأبين وميدي وكل مناطق اليمن، وعلى الساحل الغربي، نكون كلنا على قلب رجل واحد حتى نستطيع الخلاص من هذا الكابوس".
>
