إسرائيل تعترض "أسطول الصمود" المتجه لغزة وتعتقل مئات المتطوعين

العالم - منذ ساعتان و 38 دقيقة
القدس، نيوزيمن:

اعترضت البحرية الإسرائيلية، الخميس، جميع سفن وقوارب "أسطول الصمود العالمي" المتجه إلى قطاع غزة، باستثناء سفينة واحدة ما زالت في عرض البحر، واعتقلت مئات المتطوعين المشاركين في القافلة، وسط إدانات دولية واسعة للخطوة التي وُصفت بأنها "جريمة حرب" وانتهاك صارخ للقانون الدولي.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن سفن الأسطول "لم تنجح" في الوصول إلى غزة، مؤكدة أنها ستمنع أي سفينة أخرى من محاولة كسر الحصار البحري المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عامًا.

من جهتهم، قال منظمو الأسطول في بيان إن القوات الإسرائيلية "اعترضت القوارب في المياه الدولية باستخدام حاجز يشبه السلسلة، ثم هاجمت النشطاء بخراطيم المياه ورذاذ كريه الرائحة، قبل أن تصادر هواتفهم وتقطع اتصالاتهم وتنقلهم قسرًا إلى سفينة حربية كبيرة". 

وأضاف البيان أن ما لا يقل عن 443 متطوعًا من 47 دولة تم اقتيادهم "بطريقة غير مشروعة"، دون السماح لمحاميهم بمعرفة مصيرهم. ووصف المنظمون ما جرى بأنه "اختطاف جماعي" وجريمة حرب، مؤكدين أن القافلة كانت سلمية وتحمل مواد غذائية وأدوية وحليب أطفال.

وأثارت عملية الاعتراض الإسرائيلية موجة واسعة من التنديد. فقد عبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن قلق المنظمة الدولية، مؤكدًا أن "الأولوية تكمن في حماية أرواح المشاركين وضمان عدم تعرضهم للأذى".

وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت "الهجوم الإسرائيلي" واعتبرته انتهاكًا للقانون الدولي واتفاقية البحار، مؤكدة أن إسرائيل "لا تملك أي سلطة على المياه الإقليمية الفلسطينية".

وفي أوروبا، قالت وزارة الخارجية البريطانية إنها "تشعر بقلق بالغ" إزاء اعتراض القافلة، مشيرة إلى أنها على تواصل مع عائلات بريطانيين كانوا على متنها، فيما شددت على وجوب تسليم المساعدات إلى المنظمات الإنسانية. من جانبها، أعلنت إسبانيا أنها ستوفر حماية دبلوماسية كاملة لمواطنيها المشاركين، معتبرة أن "المهمة كانت إنسانية ولم تكن لتحدث لو سمحت إسرائيل بدخول المساعدات".

إيطاليا بدورها أبدت تحفظات على العملية، حيث قال وزير الخارجية أنطونيو تاياني إن "العمليات الإسرائيلية في غزة تجاوزت الدفاع عن النفس وانتهكت القانون الإنساني"، مضيفًا: "غزة ليست حماس، والفلسطينيون ليسوا حماس".

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وصف اعتراض الأسطول بأنه "عمل إرهابي" وأكد أن بلاده تتخذ إجراءات لحماية مواطنيها. فيما أعلنت وزارة الخارجية التركية أنها باشرت تحركات دبلوماسية للمطالبة بالإفراج الفوري عن المحتجزين.

رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم أكد أن 23 ماليزيًا احتُجزوا ضمن العملية، واصفًا الخطوة الإسرائيلية بأنها "ازدراء لضمير العالم". كما أعلن أنه يجري اتصالات مع قادة إقليميين ودوليين، بينهم وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، للمطالبة بإطلاق سراحهم.

أما الكويت فأكدت عبر وزير خارجيتها عبد الله اليحيا أنها "تتابع بقلق بالغ" مصير مواطنيها المشاركين، مشددة على أن الحفاظ على سلامتهم أولوية.

وفي جنوب إفريقيا، دعا الرئيس سيريل رامافوزا إلى "الإفراج الفوري عن المخطوفين"، معتبرًا أن العملية في المياه الدولية تمثل "انتهاكًا متجددًا للقانون الدولي".

أما الرئيس الكولومبي غوستابو بيترو فذهب أبعد من ذلك، إذ أعلن طرد البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية من بلاده، واعتبر اعتقال مواطنين كولومبيين "جريمة دولية جديدة"، كما قرر إنهاء اتفاقية التجارة الحرة مع إسرائيل.

"أسطول الصمود العالمي" كان قد انطلق محمّلاً بمساعدات إنسانية ومتطوعين من عشرات الدول، في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على غزة. وقد لقيت رحلته عبر المتوسط اهتمامًا دوليًا، فيما أرسلت دول مثل تركيا وإسبانيا وإيطاليا طواقم وقوارب لمراقبة سلامة مواطنيها.

ويرى مراقبون أن اعتراض الأسطول وتحويله إلى أزمة دبلوماسية متعددة الأطراف قد يزيد من عزلة إسرائيل دوليًا، ويجدد النقاش حول شرعية حصارها البحري على غزة.