مطاعم صنعاء.. جبهة حرب حوثية مفعمة برائحة الكباب والمندي

السياسية - منذ 14 ساعة و 28 دقيقة
صنعاء، نيويمن، خاص:

بإتاوات ماتسميه "المجهود الحربي" ووجبات "المجاهدين" وموائد الإسهام في إنجاح فعالياتها الاحتفائية الطائفية والمذهبية على مدار العام، و"صحون" ضيافة ضيوف " المولد النبوي"، وجدت مليشيا الحوثي في قطاع المطاعم بمدينة صنعاء ساحة مفتوحة للهبش والهبش الآخر، تحت أكثر من مسمىً وبأكثر من وسيلة.

فمنذ الايام الاولى لإنقلابها على السلطة في سبتمبر/ أيلول 2014 بدأت مليشيا الحوثي  مبكراَ جداً تعسفاتها بحق مُلاك المطاعم في صنعاء، وذلك بفرضها وجبات غذائية إلزامية تحت مسمى حفظ الأمن والسكينة، وضيافة من اسمتهم وزارة داخلية صنعاء حينها بـ( أصدقاء الشرطة)، قبل أن يتحول الأمر فيما بعد إلى مايشبه " الإدمان"، و" الإدمان" على إبتلاع كل مالذ وطاب في مطابخ أشهر هذه المطاعم .

" قلنا أنها سحابة صيف وسوف تعدّي.." يصف عبدالقادر - العامل في إحدى المطاعم الكبيرة بصنعاء- تلك المرحلة، مشيراً إلى أنهم ومعظم ملاك مطاعم صنعاء حاولوا حينها حماية انشطتهم التجارية ومصادر أرزاقهم بما أعتبرها " فدية" أو " صدقة" بتقديم عشرات الوجبات الغذائية المجانية يومياً لعناصر ومشرفين في صفوف الجماعة، بما يعادل قيمته مئات الآلاف من الريالات، على أمل عودة الدولة واعادة الاوضاع الى ماكانت عليه قبل اجتياح صنعاء.

كروش حوثية ملتهبة

الوجبات الغذائية المجانية، - حسب عبدالقادر - لم تكن سوى مقدمة لما يمكن تسميتها حرب الكروش الحوثية المتلهبة على أطباق و" دسوت"  مطاعم صنعاء، وبداية  لسلسلة طويلة  من الإبتزازات والإتاوات والجبايات، والمضايقات والتعسفات، وفرض المزيد من الرسوم الجائرة على مطاعم صنعاء طوال 10 سنوات ماضية.

 قصة ابتزاز المليشيا الحوثية  لمالك مطعم الكندي للكباب البلدي المثارة حديثا على شبكات التواصل الاجتماعي واحدة من مئات الغزوات الحوثية على جبهة المطاعم في صنعاء، ضمن حرب شرسة ومتواصلة أدّت في إحدى نتائجها الى إغلاق مئات المطاعم والمحال التجارية وتسريح الاف الايادي العاملة ونقل عشرات الالاف من الأسر إلى ساحة الفقر المدقع والمجاعة.

 وتُقدّر مصادر عاملة في القطاع الإقتصادي بصنعاء إغلاق نحو 700 منشأة تجارية من بينها مطاعم كبيرة ومتوسطة وصغيرة، أغلقت أبوابها قسرياً للإفلات من حملات الاتاوات والجبايات الحوثية التي تنفذها الجماعة من حين لآخر بذرائع متعدد، مثل الرقابة على الأسعار، وضبط مخالفات، وعدم وجود تصاريح عمل، ومواقف السيارات، خلافا للضرائب وجبايات الزكاة ورسوم التحسين والمشاركة في الفعاليات ودعم الجبهات.