طهران تدفع بورقة البحر الأحمر.. مليشيا الحوثي تُعاود مهاجمة السفن
السياسية - منذ ساعتان و 15 دقيقة
خلال 24 ساعة، دشّنت مليشيا الحوثي الإرهابية عودة هجماتها ضد السفن التجارية بهجومين داميَين في البحر الأحمر، بعد أكثر من 7 أشهر على توقف هذه الهجمات.
الهجوم الأول، الذي استهدف السفينة "ماجيك سيز" الأحد قبالة سواحل الحديدة، أعلنت مليشيا الحوثي الإرهابية الإثنين عن غرقها بحمولتها، بعد هجوم مركّب شنّته المليشيا بزورقَين مسيَّرين، وخمسة صواريخ باليستية ومجنّحة، وثلاث طائرات مسيّرة.
وبعد مرور أقل من 24 ساعة على غرق السفينة "ماجيك سيز"، التي تديرها شركة يونانية، تعرّضت سفينة أخرى تديرها أيضًا شركة يونانية في البحر الأحمر لهجوم من قبل مليشيا الحوثي.
وبحسب مصادر ملاحية وتقارير إعلامية، فقد تعرّضت السفينة "إتيرنيتي سي"، التابعة لشركة "كوزموشيب" اليونانية، لهجوم بالصواريخ والزوارق المسيّرة، نجم عنه إصابة اثنين من طاقمها بجروح خطيرة، وفقدان اثنين آخرين.
إلا أن مواقع إخبارية نقلت عن هيئة النقل البحري اليونانية تأكيدها أن الهجوم أسفر عن مقتل شخصين، في حين قالت شركة "أمبري" البريطانية إن محركات السفينة توقفت وبدأت بالجنوح، ما يعني أنها تواجه خطر الغرق.
وفي حين لم تتبنَّ مليشيا الحوثي – حتى مساء الإثنين – مسؤوليتها عن الهجوم الجديد، مثّلت عودتها إلى استئناف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر حدثًا مفاجئًا، لم يسبقه تهديدات أو تحذيرات من قبلها.
بل إن اللافت كان تبرير مليشيا الحوثي لمهاجمتها سفينة "ماجيك سيز" بأنه ردّ على "انتهاكات الشركة المالكة لها المتكرّرة" لقرار سابق أصدرته المليشيا بحظر الدخول إلى موانئ إسرائيل.
وزعمت المليشيا أن ثلاث سفن تابعة للشركة دخلت إلى موانئ إسرائيلية خلال الأسبوع الماضي "رغم التحذيرات والنداءات" التي وجّهتها لها المليشيا، وفق زعمها.
وقد مثّل اتهام "انتهاك قرار الحظر" المبرر الأول لهجمات مليشيا الحوثي ضد أكثر من 200 سفينة تجارية خلال عامي 2023م وحتى نوفمبر 2024م، حيث توقفت المليشيا عن مهاجمة السفن، وجرى ربط الأمر مع الإعلان عن فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في أمريكا.
وجرى تنصيب ترامب للرئاسة في أمريكا مع فرضه لوقف إطلاق النار في غزة، ليمثّل ذلك مبررًا للمليشيا الحوثي للإعلان عن وقف استهداف السفن التجارية، بذريعة وقف الحرب والحصار على غزة.
إلا أن انهيار اتفاق وقف إطلاق النار، وعودة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة في مارس الماضي، أجبر مليشيا الحوثي على الإعلان عن "استئناف حظر عبور كافة السفن الإسرائيلية في البحرَين الأحمر والعربي، وباب المندب، وخليج عدن".
وكان إعلان المليشيا واضحًا بربط الأمر بالسفن الإسرائيلية فقط، دون الحديث عن "حظر دخول السفن إلى الموانئ الإسرائيلية"، وهو أمر تكرّر أيضًا في إعلان المليشيا في 19 من مايو الماضي ما أسمته "فرض حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي.
حيث اكتفت المليشيا حينها فقط بتحذير الشركات التي لديها سفن متواجدة في الميناء أو متجهة إليه بأنها تنوي استهداف الميناء، ولم تتحدث المليشيا الحوثية عن قرار الحظر المزعوم، أو التهديد باستهداف أي سفينة تزور ميناءً إسرائيليًا، أو أي سفينة تتبع لشركة تخالف ذلك، كما كان الحال عليه في العام الماضي.
وهو ما أشارت إليه شركة "ستيم شيبينغ" اليونانية، مشغّلة السفينة الغارقة "ماجيك سيز"، لوكالة رويترز، بأن "ماجيك سيز" سبق أن زارت ميناءً إسرائيليًا، لكن "عبورها الأخير للمنطقة بدا منخفض المخاطر، نظرًا لعدم وجود أي علاقة لها بإسرائيل".
ما يعني أن قرار الشركة بعبور السفينة في البحر الأحمر كان بناءً على عدم وجود أي تحذير أو تهديد من قبل مليشيا الحوثي باستئناف العمل بما تُسمّيه "قرار الحظر".
وهو ما يُشير إلى أن الاستئناف المفاجئ لاستهداف السفن التجارية في البحر الأحمر، لم يكن قرار المليشيا، بل قرارًا من داخل إيران لعودة التصعيد في البحر الأحمر كورقة ضغط وتفاوض في وجه أمريكا، في ظل الموقف الضعيف الذي تعاني منه طهران حاليًا بعد الخسائر الفادحة التي تعرّضت لها في الهجوم الإسرائيلي الأخير.