حرب الحوثي بالوكالة.. مكاسب للجماعة على حساب مقدرات الشعب
السياسية - منذ ساعتان و 27 دقيقة
سجلت مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية في ظرف أيام خسائر اقتصادية فادحة في البنية التحتية للبلاد بعد تعرضها لغارات إسرائيلية ردا على اعتداءات حوثية تحت غطاء إسناد غزة.
وكانت الجماعة الحوثية أطلقت صاروخاً، الاحد الماضي، استهدف، محيط مطار بن غوريون الاسرائيلي، وتسبب انفجاره في حفرة ضخمة قرب المطار وإصابات طفيفة، بعد فشلت الدفاعات في اعتراضه، مع إعلان شركات الطيران الدولية تعليق رحلاتها مؤقتاً.
الحفرة التي خلفها الصاروخ، دفع بالميليشيات الحوثية إلى الاعلان عن فرض حظر جوي شامل على إسرائيل، منتشين بما حققه الصاروخ من اختراق لدفاعات المطار الإسرائيلي المعروف بتحصيناته الدفاعية .
غير أن النشوة الحوثية لم تدم طويلا بعد غارات عنيفة شنتها مقاتلات إسرائيلية بعد ٢٤ ساعة من الهجوم الحوثي استهدف ميناء رأس عيسى النفطي في الحديدة ومصنع باجل للاسمنت أسفرت عن تدميرهما واخراجهما عن الخدمة.
ولم تتوقف إسرائيل عند هذا الحد بل شنت عصر الثلاثاء غارات مماثلة دمرت مطار صنعاء الدولي ومصنع اسمنت عمران وثلاث محطات كهرباء تحويلية وتوليدية.
اتفاق ينقذ الحوثي :
على وقع الغارات الإسرائيلية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تلقيه رسائل من قيادات حوثية تفيد باستسلامهم والتزامهم بوقف استهداف السفن التجارية في المياه الدولية مقابل وقف الغارات الامريكية على مواقعهم.
لاحقا أعلنت الخارجية العمانية عن رعايتها اتفاق بين الحوثي والولايات المتحدة لخفض التصعيد، يتم بموجبه إيقاف الغارات الأمريكية مقابل وقف الهجمات الحوثية البحرية.
واعتبرت القيادات الحوثية على راسها زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، هذا الاتفاق بمثابة انتصار على الرغم من مخالفته لتوجهاتهم التي تعتبر حلفاء إسرائيل أعداء لها، بل أن زعيم الجماعة برر استهدافهم للقطع الحربية الأمريكية بأن الأخيرة هي من بدأت الهجوم على مواقعهم وجعلوا أنفسهم أهداف لصواريخهم ومسيراتهم.
وربما تكون سعادة الحوثيين بهذا الاتفاق كونه انقذهم من هجمات دمرت معظم مقدراتهم العسكرية واستهدفت العشرات من قيادات الصف الثاني والثالث وكانت في طريقها لضرب قيادات الصف الاول.
واستغلت ميليشيا الحوثي هذا الإتفاق للترويج لإنتصارها المزعوم على الولايات المتحدة الأمريكية وقدرتها على التصدي لحاملتي طائرات أرسلتهما إلى المنطقة لمواجهة الحوثي، حد زعم الأخير .
بكاء رسمي على الاطلال :
في مقابل السعادة الحوثية بالاتفاق مع واشنطن، كانت السلطات الرسمية الموالية للجماعة تبكي الخسائر التي منيت بها البلاد جراء الغارات خاصة الإسرائيلية.
واعترفت السلطات الحوثية أن الغارات أخرجت مصنعي إسمنت باجل وعمران عن الجاهزية وأضر بالآلاف من العمال والأسر التي كانت تعتمد على المصنعين كمصدر دخل، وأفقد آلاف المستفيدين من الخدمات الاجتماعية والطبية التي يقدمها المصنعان للمجتمعات المحلية المجاورة والمحيطة بهما.
وفي حين قدر اقتصاديون حجم الخسائر جراء الغارات الإسرائيلية باكثر من مليار ريال، قال المدير العام لمطار صنعاء الدولي المعين من الحوثيين، خالد الشايف، إن الخسائر الأولية الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي الأخير على المطار تُقدّر بنحو 500 مليون دولار، مشيراً إلى شركة الخطوط الجوية اليمنية خسرت ثلاث طائرات في الهجوم.
وتكشف أحداث الأسبوع الماضي حجم الخسائر التي يمكن أن يتكبدها اليمن على طريق رسم الإنتصارات الزائفة لجماعة ولائها الأول والأخير لعقيدتها المستمدة من أجندة خارجية معادية للمنطقة والإقليم وتخدم طائفة متطرفة تزعم بإن الحكم حق إلاهي لهم دون غيرهم من البشر .