سمية الفقيه

سمية الفقيه

تابعنى على

تَعز.. لم تعد تُعزُ أحداً

Monday 15 November 2021 الساعة 04:48 pm

تعز... لم تعد الأحلام تراودها عند كل أصيل، ولم يعد العِز فيها شعار أهلها، بل تحول الحلم فيها لكوابيس تسعى في عز النهارات الآيلة للانهيار والذبول. 

لم تعد تعز تُعزُ أهلها بل صارت تذل كل من فيها.

وضع كارثي تتجرعه تعز مع كل نبضة قهر وانتباهتها، وضع مأساوي صار أحلاهُ مُراً لكل من فيها، وكل ثانية فيها لا تحسب بعقارب الساعة بل بالقهر والألم وعيشة ضنكا تلسع ساكنيها بلا رحمة.

عُزلت تعز عن كل الدنيا لتموت في عالمها الخاص المحصور والمحاط بالمعاناة والقتل الممنهج والغلاء المستعر واللا أمان ورعيد البنادق.

عُزلت تعز وحوصرت لكننا اكتشفنا أن الحصار ليس فقط بالحدود بل إنه حصار العقول، صارت محاطة بعقليات محصورة ومنغلقة الفكر والرؤى ويبدو أن الحصار السياسي قد أثر وانعكس على عقليات من يحكمونها الذين لم يعد يعنيهم أنين مواطنيها وعذاباتهم وانعدام الأمن والامان وتكاثر الجرائم فيها والغلاء المستعر كل ثانية وانعدام الحلول ووقوف الجميع مكتوف ومغلول الحلول لإنقاذ هذه المدينة الأسيرة بقيود أبنائها. 

فلا هم حرروها ولا أمّنوا ولا اشبعوا مواطنيها.

ظلت في الوسط، نيران الحوثي من حولها واللا أمان والخوف والجوع والقتل من داخلها..

تعز مظلومة من الجميع، ممن هم على الأرائك متكئين في فنادق السعودية، وممن هم داخلها ويقولون انهم سيخرجونها من الظلمات إلى النور. 

كيف، ومتى وأين؟ ولمن نرفع أنين حالنا ونواح أرواحنا وخوفنا وهلعنا وزئير أمعاء أطفالنا وسماء مدينتنا وارضها ساخن يكوي أرواحنا وملامحنا البائسة.

التهمتنا تعز داخل نيران أخدودها، تصطلي أكبادنا قبل جلودنا من جمر عيشتنا البائسة وارتفاع أسعار كل شيء فيها بينما رخصت قيمة الإنسان، وليست تعز بمنأى عن المدن الأخرى، بل اليمن من أقصاه لأقصاه يتجرع ويلات حرب جائرة قضت على كل شيء إنما تعز أخذت النصيب الاشد إيلاما وجورا.

فلا حلول سياسية ولا اقتصادية ولا أمنية ولا خدماتية.. صارت تعز خارج نطاق كل شيء، وخارج نطاق الأمل، ولا ندري إلى متى سيظل التعزي تحت وطأة هذا الجحيم في تعز التي لم تعد تُعزُ أحداً.

صورة مع اللا تحية للحكومة المغتربة عن موت وقتل وأنين وعذابات مواطنيها.