محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

"المقاومة الوطنية".. نقاء المشروع وشرعية الموقف

Sunday 31 October 2021 الساعة 02:40 pm

اليوم تنهض المقاومة الوطنية في مسار سياسي جديد يوازي المسار العسكري، تطوراً جاء تلبية لظروف الواقع، ولمسار المعركة المتجهة نحو صنعاء وما بعدها حتى أفول وجه طهران من شوارعنا وقمم جبالنا، ونستعيد هويتنا الوطنية التي استباحتها عمائم سوداء تضج بالظلام والعبودية.

تحمل المقاومة الوطنية في كينونتها مشروعاً وطنياً جامعاً، صادحاً بصوت الوطن الواحد، أهدافها واضحة شاملة، ولها أولويات وطنية وضروريات لا تتجاوزها، تسعى إلى إنجازها كتلك المتعلقة بواحدية المعركة والبندقية والاتجاه الواحد نحو استعادة صنعاء والدولة.

شمالاً هي فقط من تحمل نقاءً في مشروعها الوطني، ولذلك هي اليوم معنية بالدرجة الأولى بأن تتحمل مسؤولية المعركة، بعد أن تجردت جماعة الإخوان من كل عوامل الشرف الوطني، وتخلت عن المعركة وانحازت بكل إمكانياتها إلى جانب "الحوثي".

تمتلك المقاومة الوطنية شرعيتها الوطنية من مواجهتها للحوثي ومن المبادئ التي تتمسك بها وأهدافها الواضحة من المعركة التي تسعى إلى إنجازها من أجل تحقيق رغبة الناس في دحر مليشيات إيران، هذه الشرعية من الواقع لا يستطيع أحد أن يشكك فيها، لأن دماء الشهداء لم تجف بعد من أرض المعركة.

شرعيتها هي في مواقفها من فساد وهزائم قيادات الشرعية في فنادق الرياض، وفي دعواتها المتكررة والصادقة في توحيد الجهود، وشرعيتها ايضاً من التفاف الناس حولها والالتحاق في صفوفها، واتساع دائرة الانضمام إليها من مختلف محافظات الجمهورية.

اليوم الموقف الوطني هي من تتصدره وتحمله في أجندتها السياسية والعسكرية، تستعد لخوض المعركة في كل الاتجاه، وخاصة بعد أن حاصرها اتفاق استوكهولم الذي صنعته شلة هادي والجنرال الأحمر، هي المعبّرة عن الصوت الوطني والموقف الذي يتطلب أن تكون هي التي تحمله.

أن تستمر المقاومة الوطنية من الساحل الغربي واستعدادها التام أن تتوسع دائرة انتشارها لمواجهة الحوثي هو دليل قوي على قدرتها في إنجاز المعركة، ودليل آخر على مستوى القيادة القوية والانضباط التام لقواعدها، وهذا يعطيها الثقة الكاملة من المجتمع المحلي والدولي لأن تكون وجه الشرعية الجديد والقوي.

من أجل لملمة هزائم قيادات هادي وفساد جماعة الجنرال الأحمر، ولإعادة الاعتبار لكيان الشرعية المختطف بين أنياب جماعة الإخوان، تتحمل المقاومة الوطنية في الساحل الغربي مسؤولية استعادة زمام المعركة سياسياً وعسكرياً إلى جانب كل القوى الوطنية المؤمنة بالمشروع الجمهوري، واستعادة دور الشرعية وتوجيهها نحو المسار الصحيح.