عصام السفياني
دعوة للتمرد على الهزيمة.. "الشرعية"
أعادت المواجهات في الجوبة والعبدية أجواء ما قبل سقوط صنعاء.. حالة الغياب للقيادة والانكشاف أمام غشامة القوة الحوثية التي تمعن في إهانة الخصم دون التحلي ولو بقليل، من أخلاق المنتصر.
سقوط منزل المحارب الجمهوري الصامد مفرح بحيبح أشبه باقتحام الحوثي للقصر الجمهوري في صنعاء في سبتمبر 2014م، وسقوط منزل الشدادي في العبدية أشبه باحتلال الحوثي لمكتب القائد الأعلى.
هذا الشتات وقلة الحيلة وخذلان الشرعية لتضحيات الرجال يستدعي أخذ العبرة مما حصل قبل سقوط صنعاء.
لا نريد الشرعية إطارا للهزيمة والفشل.. خيارات القوى الحية والمحاربين تفرض بحث مسار يفرمل عجلة الهزيمة واستعادة زمام المبادرة معنويا قبل الشروع في أي عمل عسكري.. واللحظات المفصلية في تاريخ الشعوب كثيرا ما صنعت ظروفا وقادة ملهمين ولو من بين غبار الهزيمة.
نحتاج قيادة عسكرية تفرض بقرار يتمرد على الهزيمة وليس على الشرعية، فالشرعية للمحارب في الجوبة والعبدية والكسارة وصرواح وكل جبهة يؤذن فيها مقاتل جمهوري ب"حيا على القتال" ضد الإمامه.
الكفر بهادي ومحسن وحكومة الفاشلين فريضة واجبة في شريعة الكفاح المسلح ضد الإماميين الجدد خدم الفرس أعداء الشعب.
مأرب هي عاصمة الجمهورية وتحتاج وثبة شجاعة تلم شتات البنادق وتعيد تصويب أداء المعركة واستعادة زخم النصر ولو ببيان ينسينا اتصالات الرئيس السائح وفريقه في فنادق الخارج.
مفرح بحيبح أكثر شرعية من هادي، ومراد طريق أكثر إخلاصا من علي محسن ومعهم آلاف الرجال الأوفياء للبندقية والجمهورية في العبدية الموجوعة بالخذلان وفي كل مراد ومأرب وكل اليمن.
الصبر على هكذا واقع يعيدنا إلى بدايات التمدد الحوثي بعد سقوط صنعاء. والأخطر من ذلك أنه قبل 7 أعوام كان زخم المواجهة مع الحوثيين حاضرا في كل جبهة، وعزيمة الكفاح مغروسة في كل قلب، بينما اليوم تقتل هزائم الشرعية حتى روح الصمود في المواجهة.