أمين الوائلي
استجرار الأخطاء القاتلة بالخطايا المميتة
استجرار الأخطاء القاتلة بالخطايا المميتة راكم الدم وجماجم المقتولين غيلة واسترخاصا لحرمة الحياة وقداسة النفس الإنسانية المستباحة في كل الجهات.
تتحول الجرائم والفجائع إلى شواخص للتنابز والمفاضلة بين جهات وجهويات.
النفس واحدة وقاتلها كأنما قتل الناس جميعا.
لا فضيلة في الإنكار ولا بطولة في التواطؤ ولا خير في المفاضلة بين ضحايا أو قتلة.
نريد أن نرى جناة في قضايا رأي عام يحاسبون ويقاصون في ساحة العدالة من قضية ودم السنباني إلى دماء آل الحرق وفي كل دم وفجيعة. بعيدا عن أثوار الهجر وإهدار دماء المغدورين بإسالة دم قارشة.
* * *
السلام غاية عظيمة، لكن الذين فشلوا في تسوية أولية بشأن طريق هنا وهناك كل هذه السنوات، ليسوا جديرين بالغايات العظيمة.
لا الحرب أنجزت وعدها واستنقذت الناس ولا العقل أنجز صورة تعقله في مدارب اللهب وطريق البلد.
كم هو خرافي، أن صنعاء أو عدن أقرب إلى حوبان تعز والتعزيين من الحوبان؟!
* * *
تعز وشارعها الرئيس المصادر والمحاصر والمفصول من منتصفه بمجرد طربال، هو مثال صارخ وخرافي على مدى الانحطاط والتوحش والانسلاخ عن أبسط قيم الإنسانية والوطنية والأخلاق، حتى أخلاق الحرب بين ألد الخصام.
بدلا من خمس دقائق يتجشم الناس مشاق يوم في سفر للوصول من الحوبان إلى الحوبان.
* * *
ينبيك هذا عن فداحة العجز وتسيد الجنون في لحظة يمنية جاثمة زمانا ومكانا.. عجز اليمنيون في مدى سبع سنوات عن تدبر يسير من عقل للسعي في تحييد ممرات العبور والطرقات، بين المحافظات والمدن وحتى بين جانبي طريق وشارع تقاسمته بنادق الخصوم وصادرته على الناس والساكنين والأقارب وبعضهم.
* * *
فتح مطار صنعاء لليمنيين حق طبيعي، يتساوى معه بالضرورة إخضاع المليشيات وداعميها ومموليها للقيود التي كان يجب أن تعنيها وفقط إجراءات الرقابة والتشديد، لكنها وبدلا من ذلك استثنت هؤلاء ولم تمنع وصول إيرلو لصنعاء عندما منعت وتمنع اليمنيين من حق بات حكرا على الانقلابيين دون سواهم.
* * *
اقنعونا أولا بأن إغلاق مطار صنعاء قد أضر بالحوثيين وإيران وخدم اليمنيين وبلادهم ودولتهم الهالكة، لنناقشكم فيما بعدها من ذرائع متهالكة بأن المطالبة بفتح المطار مجهالة وردة فعل على هذه أو تلك من الجرائم هنا وهناك، مع أنها حتى لو كانت كذلك لكانت كافية ومحقة، ولكنها ليست فقط رد فعل آني ونزق بقدر ما هي قضية محقة لملايين اليمنيين الذين منعوا من المطار الرئيس والذي بات مخصصا لسفريات الحوثيين وقياداتهم وممثليهم وجرحاهم وللإيرانيين وضباطهم بضمانة وحصانة الأمم المتحدة وطائراتها والرعاة الدوليين الخمسة والعشرة والخمسة عشر؟؟
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك