محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الحوثي يريد "المؤتمر" في صنعاء بلا رأس

Wednesday 25 August 2021 الساعة 04:16 pm

في الذكرى ال39 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وجد الحوثي فرصة أخرى لتذكير قيادات المؤتمر في صنعاء أنها لا تزال في خانة الخيانة والعمالة حسب زعمه، حيث خرج ناشطو الحوثي وحاملو مبخرة الجهل والظلام ينعقون باتهام قيادات المؤتمر بالخيانة وذلك على خلفية علاقة مؤتمر صنعاء بأحمد علي عبدالله صالح.

يحاول مؤتمر صنعاء أن يتجنب هفوات الحوثي الغادرة، ويقدم التنازلات الكبيرة ويلتزم الصمت في الضربات الكبيرة التي تأتي على رأسه في كل مرة، لا قيادات المؤتمر استمرت في أعمالها ووظائفها ولا سلمت من المضايقات والاعتقالات وتلقي التهم بالعمالة والخيانة.

لن يرضى الحوثي عن حزب المؤتمر مهما كان، ومهما تفعل قيادات مؤتمر صنعاء في إرضاء الحوثي فلن يفعل، هو جاء لينتقم، جاء ليحرق بلداً بأكمله، جاء بحقده وغدره ليسلب البلد الأمن ويجردها من نظامها الجمهوري وينتقم من كل فرد.

الحوثي لا يريد حزب المؤتمر برأس ونظام وهيكل، تزعجه إقامة فعالية حزبية، وتثير غضبه التصريحات باسم الحزب، والاجتماعات الحزبية، تثير غضبه ذكر أي من قيادات الحزب، يريدها أن تكون قيادات تحت إمرة أصغر مشرف من صعدة لا يفقه شيئاً في العمل السياسي والحزبي، إلا أنه يستعبد هذه القيادات ويجعلها طوع أمره ولا تجرأ على نقده أو مخالفته. 

الحوثي لا يؤمن بالحزبية ولا بالتعددية، لذلك يعمل على فكفكة الحزب وتشويهه، يعمل على إقصاء كوادره وفتح السجون لقياداته، يعمل على تلفيق كل تهم الفساد التي يمارسها ويقوم بإيعازها إلى وجود بقايا نظام عفاش. 

الحوثي لن يهدأ له بال إلا بعد تدمير حزب المؤتمر، لأنه يدرك مدى خطورة الحزب بما يحمله من مبادئ سامية ونظام مدني ديمقراطي، ولما للحزب من شعبية كبيرة لا تزال إلى اليوم على الرغم من محاولات التشويه والتشكيك، إلا أن المؤتمر صمد وبقي هو الحامل الوحيد للمشروع الوطني الجامع لكل أطياف المجتمع.

تقاوم قيادات المؤتمر في صنعاء سلطة الحوثي القمعية وظلامها الفكري، وتحاول قيادات المؤتمر في الخارج أن تتحاشى سلطة الإخوان الغادرة، والشيء المشترك بين الإخوان والحوثي هو تدمير حزب المؤتمر، لأنه الطرف السياسي الوحيد القادر على مواجهة هذه الجماعات المتطرفة، بما يحمله من فكر تنويري مدني، وبدعوته إلى نبذ التفرقة والطائفية والمناطقية. 

يخاف هادي من رفع العقوبات عن أحمد علي، ويخاف الحوثي من عودته، هذه التخوفات الكبيرة تجعل من هادي يستمر في رفض رفع العقوبات، وتجعل من الحوثي يستمر في تخوين مؤتمر صنعاء بسبب تعيين أحمد علي نائباً لرئيس الحزب أبو رأس، والآن يتم استهداف أبو رأس، لأن الحوثي لا يريد رأساً للمؤتمر كما هي قناعة هادي.