أن تبحر ابتداء من سيئون من شواطئ بحر العرب، فحظك في اللحظة المفعمة يرتفع بك إلى سماء الجنيد وما أدراك ما محمد الجنيد.
اتصال سريع من الخلوق توفيق محمد سيف ثابت، ورسالة كانت قد سبقت من محمد عبدالله قايد... الرسالة والاتصال جاءا في وقتهما، كنت بحاجة إلى واحة نتفيؤ ظلالها… وإن لم الحق الشاهي بسبب الزحام..
اخذت عدتي ومتاعي وحسام نجلي: هيا يا صاحبي نبحث عن شجرة نجلس إلى ظلها... وهناك في بيت محمد وحسن استقبال توفيق تبين لنا أننا ننتمي إلى عالم جميل سكرنا به موسيقى وصوتا حسنا…
ما أن وقع نظري على محمد الجنيد حتى ذهبت بعيدا إلى ذلك الاحتفاء أبو بكر بلفقيه الذي أحياه الصوت الذي يأسرني "كرامة مرسال" على شاطئ الليل واسارية، قيل وأنا شاهدت أن "ابو بكر" بكى وهو يسمع مرسال كموج البحر يغني ودموع الصوت الأعظم بلفقيه تنساب كمياه بحر العرب: "قال لي صاحبي بانفترق..
قلت له كيف انا بافارقك..
كلما اسمعها اداري دموع الشوق والشجن لمعان كثيرة فارقت حياتنا.
محمد الجنيد فنان كلمة تخترق سماواتك بدون إذن بسرعة تفوق سرعة الصوت..
قلت لحظتها: هي الأغنية لغة الكون الذي يهتز لها جسد العالم طربا... والموسيقى مفردة تعني الإنسان وحده وكل الكائنات التي تحركها نسيمات البحر القادمة عبر سيئون…
أحلى وأجمل ما في الغناء انه ينقلك في لحظة شجن قصوى من البحر إلى السهل إلى قمة الجبل بدون أن يوقفك عند أي من نقاط التفتيش...
ومن قال إن الفن والغناء منه تحديدا وتمايل الأجساد رقصا من يوحد العالم فهو قول صحيح…
استطاع هذا الشاب الذي يمطر كلمة مغناة يدهشك بأدائها، استطاع خلال وقت قصير، ان ينقلني من لحظة التعب وغيري يملأ الديوان العامر بأصحابه الى ملكوت السماوات، حيث وجدت سحابة أتكئ عليها انتظارا لمطرة تروي السهل والجبل…
لم يطل انتظارنا حتى أطل بوجهه عبدالله لقمان بكل تاريخ بيت لقمان علما وثقافة وصحافة وصوت شجي الأرواح… ليبرق محمد حسن الذي سيستكب صوته إلى أفئدتنا المرة القادمة، إذ أزفت ساعة عودتي إلى مرابعنا…
شباب كنجوم السماء طرزوا بحضورهم أمس ديوان محمد عبدالله قائد.. حضروا تواجدوا بفرح وجمال عمرا نفوسنا..
شكرا توفيق محمد سيف ثابت والتحية للعم الغائب الحاضر في نفوسنا عبدالله قائد…
عصر أمس كان عصرا مفعما بمعان كثيرة..
وحرفي هنا خواطر سريعة سجلتها روحي...
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك