رضوان الهمداني

رضوان الهمداني

تابعنى على

تفجير جامع النهدين.. زرعوا الموت وفجروا أحقادهم في وجه الجميع!!

Friday 04 June 2021 الساعة 05:49 pm

في الوقت الذي كانت التفجيرات تدوي في جامع النهدين كان خطيب الجمعة في الستين يعلن النصر والجميع يصرخون الله أكبر، وهم بذلك أشبه بمجنون يجر عربة ديناميت إلى وسط حشد مزدحم بالناس.

يتخيلون أنهم انتصروا بشوي وجه صالح وبقية رموز الدولة ويا له من نصر.

والحقيقة أنهم فجروا أحقادهم في وجه الجميع بمن فيهم أنفسهم، وها نحن نجني ثمرة الموت التي زرعوها وعلت أصواتهم تكبيرا وابتهاجا.

لقد زرعوا صرخة أحقادهم؛ فأنبتت صرخة عصفت بالجميع، بشر، حجر، جغرافيا، وحدة وطنية، نسيج اجتماعي، وسكينة عامة. 

أرادوا قتل صالح بتلك الطريقة الوحشية..

 قال وهو يحتضر: لا طلقة رصاص، ثم عاد متماسكا بكبريائه المحروقة، وقالوا: سندخل لك إلى غرفة النوم!

هكذا بكل خسة تعاطوا مع شخص كانوا شركاءه في الحكم والثروة والفساد، ثم يتساءلون بطريقة بلهاء لماذا أصبح عفاش حاقدا علينا وتحالف مع الحوثي؟!

ألبوا عليه الداخل والخارج كشيطان رجيم، والحقيقة أنه لم يكن ملاكا ولا شيطانا، بل كان يشبهنا بحذاقتنا وفذلكاتنا.

حاولوا إخراجه من السلطة والبلد بطريقة مهينة فأخرجهم بطريقة مذلة وشردهم على أصقاع الأرض. 

فجروا البلد وأضاعوها ثم أرادوا منا أن نكون ممتنين منهم!

يا لحماقة هؤلاء وبشاعتهم!

لم أحب صالح يوما لكني احترمته، وهو يختار نهاية لحياته تليق بالرجال الشجعان، نهاية عجز كل خصومه عن اختيارها.

نهاية حولت جثته كابوسا في عقولهم أكثر مما هي في الثلاجة.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك