رضوان الهمداني
"المتحري" الخاضع للطلب والموجه بميزان الهوى السياسي!
المتحري طبعاً حذف "عفاش" من قصة الصراع المزعوم بين اليمن والكيان، وهذا دليل على الدقة والنزاهة عندهم!
وكأن الصراع مع إسرائيل شمالاً توقف وانقطع بعد الحمدي، وجلس مقطوع لوما جاء السيد "العلم" واستلم الراية.
لم يذكروا جهود صالح مع الفلسطينيين، واستضافة معسكرات لهم في صنعاء، ونسوا إرسال صالح لأفواج من المقاتلين في الثمانينات إلى لبنان لدعم الثورة الفلسطينية حينها بقيادة عرفات.
كل هذا ماهوش ضمن جذور الصراع.
ونسوا أن اليمن حدد واستلم جزره كلها ووثقها دولياً في عهد صالح، ومارس اليمن في عهده لأول مرة سيادة حقيقية على البحر والبر.
ونسوا استضافة صالح للحوار الفلسطيني–الفلسطيني في صنعاء، ونسوا تصريحاته وخطاباته النارية.
التحري حقهم يتحرى على حسب الطلب والهوى السياسي التافه، حاولوا فقط يذروا الرماد على العيون بذكر المساعدة الإسرائيلية للإماميين في الستينات، وهي مساعدة طفيفة وبطريقة غير مباشرة.
لكن المشاهد يستنتج من الفيلم أن الإماميين الجدد قد كفَّروا عن تلك الغلطة بالدخول في مواجهة مباشرة باسم اليمن مع إسرائيل.
ومن هذه الزاوية، ومن منظور الصراع المزعوم الذي يتحدث عنه الفيلم، سيظهر الحوثيون على أنهم أصحاب السهم الأكبر والقدح المعلى، فقد حوّلوا الصراع إلى حقيقة، وضربوا إسرائيل بمئات الصواريخ والمسيرات، وضحّوا بقيادات كبيرة.
وبالتالي، حربهم مع إسرائيل هي استمرار فقط لصراع سابق، واستجابة لتهديد إسرائيل، مش أنهم اللي دوروا الحرب وذهبوا لها بأيديهم وأرجلهم، ولم ترد عليهم إسرائيل إلا بعد أشهر من الضربات من طرف واحد!
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
>
