حسين حنشي

حسين حنشي

تابعنى على

عن الانفلات والفوضى المسكوت عنهما في مدن الشرعية

Saturday 10 April 2021 الساعة 06:45 pm

فقط.. لأننا جنوبيون ومجتمع عدني جنوبي حر.!

أشوف البعض يكتب متحدثا عن نموذج جنوبي انتقالي بشع بالحديث عن عدن ويقول: الأراضي والشوحطي.. وكأنه الوحيد من اكتشف الفعلة، مع أننا نحن من يكتب عن هذه السلبيات يوميا وجعلنا منها قضية مجتمع، بل وصلنا إلى أن حلينا قضايا أراض باستخدام الفيسبوك فقط، لأننا مجتمع حر تحت المجهر نفسه.

ولكن من يكتب عن الأراضي يتحدث عن زاوية واحدة، عدن كنموذج، ويجعل غيرها من المدن تحت حكم الشرعية في زاوية الظل، لأن بها مجتمعات ميتة لا ضوء على سلبياتها مثلما نفعل نحن.

وإذا جيت الأراضي تلاقي أكبر معارك وقتلى سقطوا في مارب على أراض لقيادات المشروع الإصلاحي وعلى رأسهم الحزمي، أحرقت بسببها بيوت ولا تزال مستمرة، وقتل فيها الشعلان قائد الشرطة العسكرية شيخا من عبيدة بسبب الأراضي ولا يزال النزاع مستمرا، وفي تعز سطوا على أرضية أرملة مسكينة ودمر متنفذ منزلها ومنزل الأيتام.. وملف الأراضي هناك أكثر بشاعة من أي منطقة.

طيب هذه نماذج مدن الشرعية أكثر بشاعة من نموذج عدن الجنوبية.

يتحدثون عن عدن والأمن فيها والمليشيات والفوضى وكأنهم اكتشفوا شيئا، مع أننا نحن من يكتب عن هذه السلبيات، لأننا مجتمع حر يداوي نفسه ولم تسلم منا قيادات من صامد حتى عبد الدائم والشوحطي والمحثوثي وكل من غلط يعرف أن هناك مجتمعا حيا يضعه تحت الضوء.

لكن بالمقابل ينسى البعض غزوان وغدر الشرعبي والسحل وإحراق البيوت بتعز، بل احرقوا الطفل وامه داخل البيت ومليشيات وجماعات إرهابية لا توجد حتى في كابل أو مدينة في كولومبيا من مدن تجارة المخدرات.. الآن وفي مارب حيث تسجن رشيدة القبلي صحفيين بأمر منها في سجون سرية، وتقود القيادات هناك 8 من النساء النازحات والباحثات عن ذويهن لأعمال لا أخلاقية في قضية أخيرة.. 

ناهيك عن الخطر الاستراتيجي في تعز ومارب من قبل الحوثي، حيث لا مثيل لهذا الخطر في عدن!

يتحدثون عن الخدمات في عدن، مصورين ذاك فشلا جنوبيا ونموذجا فاشلا وحيدا.. وكأنهم يكتشفون شيئا جديدا. مع أننا نحن من يقود الحملات ضد سلطاتنا ونخرج المسيرات ضدهم كذلك، لأننا مجتمع حي وحر وتحت الضوء.

ويتناسون أن عدن أفضل من جميع المدن في الخدمات، رغم سوء حالها، فتعز مثلا لا كهرباء ولا مدارس ولا أمن ولا حياة طبيعية وحتى عتق المحتلة النفطية   الكهرباء فيها يتمنى أهلها أن تكون مثل عدن، ولكن عدن تحت الضوء لأن بها مجتمعا وطنيا حيا وحرا لا مقموعا ولا سريا، يداوي نفسه بنفسه.

حتى في مجال السياسة نحن مجتمع حر عندما لا يعجبنا شيء ننتقد حتى قيادتنا.. فتجد نائب الرئيس نفسه يعلق على ما نكتب ويوضح بكل حب وافتخار حتى بالنقد.

هذا مجتمعنا الحر والجميل وفيه سلبيات كثيرة تصحح، ونفتخر به. وهناك المناطق الأشد فسادا وغيابا للخدمات وانفلاتا أمنيا وغيابا لمعنى الدولة، لكنها في الظلام بعيدة ومغيبة عن الإعلام، فقط لأنها محرومة من مجتمع حر مثلنا.

ولهذا نحن الأفضل في كل شيء ورأس مالنا هذه الحيوية والحرية والتصحيح.

الأهم أن مجتمع الشمال فشل عسكريا ومدنيا وحزبيا وسياسيا وقبليا، وأصبح محتلا من قبل جماعة تنتمي إلى العصر الحجري.. بينما الجنوب حر، وهذا أهم فارق يتناسونه. 

واتحدى أي مخلوق يثبت عكس كلامي أو ينفي حرفا واحدا منه.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك