محمد عبدالرحمن
ماذا تريدون من الحوثي حتى يثبت لكم بأنه إرهابي؟!
بسبب التوجه الأممي استمر الحوثي في ارتكاب كل الجرائم، ومع كل جريمة تخرج الأمم المتحدة لتغسل الدماء، ثم تساعدها الدول الأوروبية في محو آثار الجريمة، ثم تخرج أميركا وتقول المجرم له يد بيضاء فاقع لونها تسرنا كثيراً وإن كانت ملطخة بالدماء.
لم يكن قرار ترامب إعلان تصنيف الحوثي كجماعة إرهابية، إلا لغماً أراده أن ينفجر في وجه خلفه بايدن، ولم يكن إلا قراراً لكسب بعض المنافع أو مصلحة أو عرقلة لشيء ما، وعلى الرغم من صوابية القرار، وفعلاً بأن جماعة الحوثي إرهابية، إلا أنه لم يكن باقتناع من الإدارة الأميركية، لأنها ترى في الحوثي أداة لتحقيق مصالحها بطريقة غير مباشرة.
جاء بايدن يحمل عصا الدبلوماسية، لا يعرف عن الحوثي شيئاً، يريد أن يمنحه أكثر مما قد حصل عليه، معتقداً بأن جماعة الحوثي تشبه جماعة "المشردين الخيرية" في سويسرا، لذلك يريد أن يلغي قرار التصنيف، والعمل على منح الحوثي المزيد من ارتكاب الجرائم بيده البيضاء التي يراها الأمريكان.
تتذرع إدارة بايدن بالوضع الإنساني الذي سيتأثر بالتصنيف، وهي تدرك أن الحوثي يسرق الناس خبزهم، ويبيع المساعدات الإنسانية لتمويل حربه، بل أنه فرض ضرائب على دخول تلك المساعدات إلى مناطق سيطرته، وتعرف أيضاً أن جماعة الحوثي تتمترس خلف الأزمة الإنسانية وتستغلها لكسب تأييد سياسي هنا أو هناك.
ارتكبت جماعة الحوثي أفضع الجرائم الإرهابية بحق الأبرياء، هدمت المباني، كما فعلت داعش، وفجّرت المنازل، كما فعلت داعش، وذبحت الأبرياء، كما فعلت داعش، ورفت راية الإرهاب، كما فعلت داعش، اتخذت من الإسلام وسيلة لارتكاب تلك الجرائم، كما فعلت داعش، سلبت الناس حريتهم وكممت أفواههم وأجبرتهم على الهتاف بحياة قائدها كما فعلت داعش.. ما الفرق بينهما إذاً..؟؟
ما الفرق بين جماعة داعش وجماعة الحوثي، حتى تقوم إدارة بايدن بقتال الأولى ووصفها بالإرهابية، بينما تريد أن ترفض وصف الثانية بالإرهاب وترفض قتالها، رغم كل الجرائم التي ارتكبها الحوثي ولا يزال، وسوف يستمر ما دامت الجرائم السابقة لم تقنع العالم الخارجي بأنه إرهابي؟!
كل العالم يدعو إلى وقف الحرب والبدء بعملية تفاوضية، فرد عليهم الحوثي بقصف المطارات المدنية في السعودية، والزحف على مدينة مأرب المكتضة بالنازحين، ماذا تريدون من جماعة الحوثي أكثر من تلك الجرائم التي ارتكبها حتى يثبت لكم بأنه إرهابي؟
أعتقد عندما تقوم جماعة الحوثي بتكرار ما نفذه تنظيم القاعدة في ما يعرف بأحداث "١١ سبتمبر" في أميركا، سيدرك العالم بأنها جماعة إرهابية، هي حتماً ستفعلها بتلك الطريقة أو بغيرها، إذا لم يتم القضاء عليها وعلى فكرها الإرهابي، فالعالم يساعدها على صناعة الإرهاب في مجتمع بأكمله تسيطر عليه بقوة السلاح.
