صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

البحث عن وحدة اليمن في تدوينة بن دغر وخطاب ناصر

Monday 07 December 2020 الساعة 09:26 am

قرأت مقالة لسفير حكومة المنفى اليمنية، في المملكة الأردنية الهاشمية، علي أحمد العمراني، والمعروف عنه بمواقفه المتطرفة تجاه الجنوب، والمسالم تجاه الحوثيين أذرع إيران.

ولأن موقف هذا السفير لا يختلف عن موقف عشرات إن لم يكن المئات من السياسيين اليمنيين، "خطاب الحرب تجاه الجنوب، والسلام تجاه الحوثيين"، يرون أنهم محقون في ذلك، فالحوثي لا يزال وحدوياً، حتى وإن أصبح البلد إيرانيا أو يدين بالولاء لطهران لا يهم، المهم ان راتب سعادته يصل نهاية كل شهر من المملكة العربية السعودية التي تمول الحرب وتجارها على أمل تخليص اليمن "من الداء الإيراني".

طوال السنوات الماضية، وهذا العمراني الذي يفترض انه دبلوماسي يتعامل مع الجميع بدون حسابات انفصالية، لكنه انفصالي إلى العظم، لا أود الحديث عن معاملته لجنوبيين، حين كان وزيرا للإعلام أو بعد ان أصبح سفيرا في عمان، ولكن أود أسال سعادته "هل هو وحدوي فعلاً، ام ان الرجل يخوض حربا انتقامية.

يتحدث ويكتب بلكنة عنصرية حقيرة، تجعلك تفكر ملياً "ماذا فعل به الجنوبيون"، لأن الخطاب وفهم معانيه، تدرك ان القضية ليست حب العمراني للوحدة اليمنية، فالمسألة أكبر من ذلك بكثير، اقرب إلى نزعة انتقامية لمشكلة حدثت معه شخصياً.

حاولت أبحث لعلي أجد مبرراً للسفير العمراني، ربما دفعه لمحاولة النيل من الجنوبيين ونعتهم بالقرويين، فوجدت له مقالة، يتحدث فيها عن "يوم الربوع في البيضاء"، ويقول انه لم يكن يوماً للتشاؤم، وهذا أمر جيد.

تحدث فيه شاكيا عن والده المناضل الذي استشهد وهو يحارب دفاعا عن مشروع الجمهورية العربية اليمنية، وكيف ظلمه نظام صالح، وكيف رفض الاماميون في عهد الرئيس الراحل منحه راتب شهيد، مبررا لهم الرفض بأن والده استشهد في منطقة تدين بالولاء للإمامة..

وفي مقالة أخرى عن البيضاء، قال العمراني إن "لا خصم للبيضاء، إلا مشروع الإمامة في صنعاء"، فلماذا لم يكن هو كأهله الذين يعرفون خصمهم جيداً، لا اعتقد ان العمراني "وحدوي إلى درجة انه تجاهل كل قضايا اليمن"، والإرهاب والقتل والتنكيل بأهله في البيضاء، وجند نفسه للحديث عن وحدة يقول هو ان الوحدويين الجنوبيين يعتبرونها قد ماتت.

اجتهد السفير اليمني في محاولة تحليل تدوينة لمن وصفه بالانفصالي السابق والمحكوم عليه بالإعدام، وهو لم يذكر اسمه، أحمد عبيد بن دغر، ومطالبته الأخير لمن يستطيع ان يرفع علم الوحدة، ثم عرج على خطاب الرئيس الأسبق علي ناصر محمد والمذاع عبر شاشة قناة تركية، والذي –بحسب العمراني– طالب بعدم تحميل الوحدة اليمنية وزر الحروب التي تشنها تحالفات اليمن الشمالي على الجنوب، وحقيقة انا لا أتوقع ان يبرر الرئيس علي ناصر محمد الحروب اليمنية على الجنوب، ويرى ان لا يحق للجنوبيين مقاومتها على اعتبار ان مقاومتها تعتبر تحميلا للوحدة اليمنية، كما يرى العمراني وربما ناصر ذاته.

لا ابن دغر وحدودي ولا ناصر كذلك، فكلامهما يرى ان الوصول إلى الرئاسة اليمنية، يكمن في التغني بالوحدة اليمنية، لكن لا اعتقد ان العمراني يطمح في منصب اعلى من مصب وزير أو سفير، لكن تصويره للناس بانه يدافع عن الوحدة اليمنية، أمر يدعو للتشاؤم، أقصد للتساؤل.. فهل للعمراني مشكلة شخصية مع أي جنوبي، يمكن حلها أو منحه تعويضات مادية، لجبر أي ضرر نفسي أو جسدي لحق به، وفي الأخير أقول له "لا تشاؤم من الربوع"، فالجنوبيون اختاروا الخميس بدلا عن ذلك، حتى لا يثير التشاؤم لديك..