أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

الدريهمي والتواطؤ الأممي

Wednesday 07 October 2020 الساعة 07:23 pm

‏عادهم -إذاً- على قيد الحياة.. أخيراً باض ديك (أونمها) في ‎الحديدة وعبرت البعثة الأممية عن انزعاجها.

هذا الاستخدام الذرائعي (الانزعاج بدلاً عن لازمة القلق المتوارث) هو الجديد الوحيد، وغير المفيد، في خطاب أممي كسول تجاه ‎اليمن.

إن خطأ تفويض الأمميين، لا يقل عن خطيئة مفاوضة الحوثيين.

‏إذا لم تفلح "حرب" في إيقاظ بعثة مراقبة "وقف إطلاق النار"، فأي شيء، أكثر من هذا، يمكنه أن يفلح في إقناع الشرعية بجدوى فكرة "إعادة التفكير"؛ في جدوى تفويض هؤلاء، وتحكيمهم في مصير المعركة، وتسليمهم رقبة المصير؟

حرب متصاعدة، ثم أخيراً تعبر البعثة الأممية في الحديدة عن "الانزعاج"، حتى مش "القلق" يا جوها!

‏حرب ‎الدريهمي الإثبات الألف أن الرعاية الأممية لاستوكهولم ليست إلا رعاية للمليشيات الحوثية منذ خنق معركة ‎الحديدة.

الصمت الأممي المطبق حيال حرب التصعيد الحوثي المفتوحة على مدى أسبوع، يستدعي بالضرورة السؤال عما إذا كانت بعثة الحديدة ورئيسها على قيد الحياة (؟!)

* * *

‏قوس النصر المأربي يتمدد قُدماً.. التحام الجيش والقبائل يراكم المكاسب ويكتسح في طريقه المليشيات التي أدركتها لعنة مأرب، وتدرك الآن حماقة استسهال اجتياح مأرب والسطو على درة التاج السبئي.

لكن قوس النصر، بألوان الراية اليمنية والطير الجمهوري، يترامى من رحبة مأرب إلى الدريهمي في الحديدة.

* * *

‏إذا جاز لعصابة مارقة أن تنتهز غفلة أوغفوة اليمنيين، في لحظات شاردة وشاذة عن منطق السيرورة والتاريخ، أفلا يجوز لليمنيين (بل يجب)، وهم جماعة غفيرة كبيرة كثيرة وأمة غالبة؛ أن يدركوا أو يتداركوا ما فاتهم، وأن يكبروا حتى فوق أنفسهم، اعتذاراً لليمن عما فرطوا وأفرطوا في حقها وجنبها؟

‏بقليل من الحنكة والانضباط وتحييد المظاهر النافرة وإسكات الظواهر المتنافرة، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة، تستطيع القوات المترامية في جبهات الداخل والساحل والسهل والجبل والحديدة ومأرب أن تجد الصيغة الناجعة لإنتاج التوافق وإنضاج الإجماع الذي لا بديل عنه: جبهات متحدة، ومعركة واحدة.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك