محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

ضيوف الملك في فنادق الرياض

Tuesday 29 September 2020 الساعة 04:08 pm

من لا يزال يراهن على قيادات الشرعية هو شخص لم يدرك حقيقتها بعد، ولا يزال يعيش إرهاصات الشعارات الشوارعية والساحاتية التي ستعيد اليمن إلى جنة، الرهان على تلك الشرعية هو مجرد توهمات أنها يمكن أن تحقق ما يريده الناس ولو الشيء اليسير.

إذا أردنا أن نعبر مأساتنا ونتجاوز خيباتنا الطويلة والمتكررة والمتعلقة بأن تحقق قيادات الشرعية ما يطفئ لهيبها، فيجب أن ننسى، ونسقط من وعينا الحاضر كل ضيوف الملك في فنادق الرياض، ننسى أن من في الرياض هم الشرعية التي يمكن أن تعيد لنا صنعاء ودولتنا وذواتنا، يجب أن نصنع من أنفسنا شرعية واقعية في الميدان من أجل العبور.

إلى الآن لا نعرف ما الذي تخطط له الرياض، ولماذا تحولت قيادات الشرعية إلى ضيوف في الفنادق يستلمون رواتبهم بالدولار، بينما الشعب يعاني جائحة الحوثي والانهيار الاقتصادي، دون أن تقدم تلك القيادات وكذلك الرياض شيئاً أكثر جدية للواقع المؤسف في كل المناطق المحررة، وفي مواجهة الحوثي في مناطق الجبهات وخاصة في مأرب الأكثر اشتعالاً هذه الفترة.

لا يمكن لأي معركة أو مشروع حقيقي أن ينتصر والقيادة بعيدة عن الواقع، ولا تتواجد في الميدان للمشاركة في التنفيذ والإشراف، يرفع هادي راية الدولة الاتحادية ولا يصنع شيئاً لأجل ذلك، لقد اكتفى أن يكون قائداً لتلك الراية ولو انتكست، لا يوجد مثل حرب اليمن ما يشابهها من حروب العالم والتاريخ، أن تكون القيادة في أرض غير أرض المعركة.

لن تحقق الشرعية شيئاً للناس ولا للدولة اليمنية ولا لصنعاء، ورغم ذلك تعتقد الرياض أنها يمكن أن تستفيد من تلك القيادات وتراهن عليهم، وهذا ما سيسقطها في الفخ الذي تصنعه لنفسها.. الذي ما نفع بلاده لن ينفع بلاد غيره حتى وإن كان ذلك على حساب بلاده ودولته.

أغلب المجتمع في الجنوب والشمال أصبح لا يثق بقيادات الشرعية المتواجدة في فنادق الرياض، وبدأت في الفترة الأخيرة تشكك في مصداقية قيادة المملكة في علاقتها مع الحوثي الذي يتوسع في الشمال بصورة دراماتيكية، ومن تلك النقطة التي تهاوت عندها الثقة بالشرعية بدأ الشارع يفكر بعيداً عنها، وينصاع للأمر الواقع وخاصة في الشمال.

ربما يكون السلاح الذي يفرضه الحوثي على الناس من أجل إخضاعهم وتدجينهم في الشمال هو العائق الذي يمنع الناس أن تتحرك بعيداً عن أهدافه، أو أنها تتجرع الصمت الذي يؤذي أكثر من الاندماج مع مشروعه الطائفي، لكن في الجنوب أرادت الرياض أن تبقى الشرعية الفاشلة، وأعاقت المجلس الانتقالي لإدارته، ورغم ذلك تركت الجنوب دون شيء.

تحاول الرياض الآن أن تجعل من قيادات المجلس الانتقالي ضيوفاً في فنادقها كما فعلت مع قيادات الشرعية، لا مقاومة جنوبية حررت الأرض من رجس الحوثي والإخوان، لا نعرف السبب، ولا ندرك ما الذي تخطط له الرياض، وكل شيء يسير بأمرها.