صلاح السقلدي
بمناسبة يوم 22 مايو المغدور به... شتان بين وحدة ووحدة
طالما والحديث اليوم لا ينفك عن الانقلابات، فيمكن القول باطمئنان: أبو الانقلابات كان قد تم على المشروع الوحدوي 22 مايو 90م، قبل أكثر من ربع قرن وليس من اليوم، منذ ربع قرن حين توحدت القوى التقليدية بصنعاء للإطاحة بذلك المشروع (الحُــلم)، وأجهزت على مشروعه السياسي الطموح: (وثيقة العهد والاتفاق) مشروع الدولة المدنية الخالية من فساد وهيمنة قوى الفوضى والهمجية والتطرف.
وبعد أقل من أربعة أعوام على إعلان الوحدة، وتحديدا في صيف 94م شرعت تلك القوى الغشومة بحرب ظالمة ليس ضد الشريك الجنوبي وحسب ولكن ضد كل القوى الوطنية في الشمال، تلك القوى التي رفضت طيلة عقود من الزمن أن تكون جزءاً من تلك القوى السياسية والحزبية والقبلية والجهوية التدميرية-..
تلك القوى هي ذاتها التي تهندس اليوم لمخطط شبيه به، وباسم الوحدة أيضاً، ولذات الغرض الاحتلالي، وترفع عقيرتها على الوحدة التي وأدتها غيلة في المهد، وتنوح على ضياع مؤسسات الدولة التي مسختها وافرغتها من مضمونها وسلبتها وظيفتها طيلة الفترة الماضية، وتصب جام غضبها على ما تعتبره اليوم انقلابا انتزع منها مناصبها ومكاسبها الدسمة، فيما هي أبو الانقلابات وجذره وأسه الشيطاني ونبتته الأبليسية، وصاحبة براءة اختراعه بامتياز.
فما تلى ذلك الانقلاب من أحداث وخضات عنيفة ليست أكثر من تداعيات وهزات ارتدادية لزلازل مدمر أتى على كل شيء في ذلك الصيف القائظ.
شتان بين وحدة ووحدة..
نقول شتان بين وحدة 22 مايو 90م التوافقية التي أتت في لحظة تجل مع التاريخ وتحقيق حُــلم أحيل بفعل فاعل إلى كابوس، (برغم المآخذ التي نأخذه على الطريقة التي تمت بها)، وبين وحدة الغطرسة والاحتلال والنهب والاستحواذ وحدة 94م.
سينط أحدهم ويستشيط غضبا من المقارنة بين وحدة التوافق ووحدة الاحتلال والحرب والنهب، وسينكر أن وحدة 94م كانت احتلالا صريحا، لا علاقة لها بوحدة 90م بتاتا، بعد أن تحول الطرف المعتدي إلى قوة احتلال في الجنوب، بحسب تعبير عـــرّاب السلطة التاريخي- علي محسن الأحمر – وأحال أي الطرف المعتدي الوحدة إلى اعتداء واحتلال يجب مقاومته بكل السبل الممكنة وهو ما تم ويتم حتى اللحظة لتصحيح خطأ تاريخي ارتكبه حمقى العصر وأعوانهم.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك